٢٨/ ٩ في الساعة الخامسة غروبي من صباح اليوم وكانت مصر التي سارعت إلى إصدار أوامرها على القوات المصرية بإيقاف القتال أولًا فإنها لما رأت إسرائيل تدفع بقوتها لتحرز تقدمًا في هذه الفرصة على المواقع المصرية فإنها قامت بمضادة تلك الأعمال السيئة وأطلقت المدافع وأرسلت الطائرات التي كانت على أتم استعداد فجرت معارك بين الطرفين في سابع وعشرين رمضان وتجلت عن هزيمة اليهود هزيمة شنيعة وأسقطت مصر من طائرات العدو في تلك الساعة ثلاث عشرة طائرة ومما يجمل بنا ذكره ويسر به المسلمون جميعًا وقوف الجيوش المصرية أمام دباباتها ومدافعها يصلون صلاة الخوف بصفوفهم المتماسكة كأنها بنيان مرصوص، ثم إنها قامت الحكومات العربية تجمع التبرعات لمصر وسوريا فكانت النساء تقدم حليها أو ترهنه لمساعدة المجاهدين وعوائلهم وتبارى المتبرعون حتى قام الأطفال يدفعون ما بأيديهم ولقد كانت ألسنة النيران تتصاعد في مستعمرات اليهود نتيجة القصف السوري مقابل أعمال اليهود بطائراتها على كل من مدينتي حمص واللاذقية بشمال سوريا بحيث لم تتورب اليهود عن ضرب النساء والعمال الذين يعدون بالمئات وقد استشهدوا فقابلتها سوريا بمثل عدوانها فضربت بطائراتها معمل تكرير البترول في حيفا وقصفت وأشعلت النيران فيه وبما أن العرب أعلنوا نصرتهم للمجاهدين فقد أعلنت إسبانيا دعمها ومصداقيتها للعرب، وأعلنت الباكستان ذلك واستمرت الأحوال هائجة مائجة فلا العرب استطاعوا القضاء على اليهود لتضخم الموقف لمساعدة أمريكا لحليفتها ولا اليهود تراجعوا عما استولوا عليه عام (١٩٦٧ م)، ولئن كانت العرب أمدت مصر وسوريا بمئات الملايين فإن أمريكا بذلت لليهود ما في استطاعتها من السلاح والنقود والرجال وهذا لثالث مرة تخون أمريكا العرب وتخذلهم.
[فشل المؤتمر الذي سعى به كيسنجر]
لما كان في يوم الجمعة ٢٧/ ١١ الموافق ٢١ ديسمبر كانون أول (١٩٧٣ م) عقد مؤتمر السلام في جنيف وحضره رؤساء ومندوبو الدول العربية وحضر لذلك