للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى مكة المكرمة ليشغل هذه الوظيفة، وكان موضع التقدير هنا وهناك، وبما أن بيني وبينه صلة قوية فقد لاحظت عليه تركه لرئاسة المحاكم هناك، فذكرني أنه مطمأن للجلوس في مكة المكرمة، وهي مدينته، ويقول: يا ليتها متقدمة لكنه فارق ما هو فيه من المكان والرفعة، وكان في جلوسه بمكة المكرمة يعيش عيشة الملوك، وقد جعل على المعاش في أواخر سني حياته، ولا يزال محتشمًا لدى الملوك والأمة حتى وافاه أجله المحتوم عن عمر يناهز السابعة والسبعين في مكة المكرمة موصيًا بأن يدفن فيها، وكان له بذل وإحسان وتقدم وأثنى عليه أصحابه وجلسائه وامتدحوه وترحموا عليه، وكان مرضه في قوته وجسمه، ولا يزال يتجلد حتى توفي في هذا السن الذي ذكرناه.

وفيها توفى حمد بن عبد الله بن عودة مؤذن مسجد عودة الرديني في مدينة بريدة، الذي يؤم فيه الشيخ محمد الصالح المطوع رحمه الله تعالى وعفا عنه.

[زلزال يصيب إيران]

ففي اليوم الحادي عشر من شهر رمضان ١٤١٢ هـ أصاب شمال إيران زلزال بلغ ست درجات وهم جالسون علي وليمة الإفطار في اثنتين ثوان فهدمت البيوت وهلك أربعة آلاف وتسعمائة، فكانت أسفل الأنقاض جرحى أودعوا المستشفيات للعلاج، ثم إنه انبعث ذلك الزلزال مرةً أخرى بعد يومين، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله أن يغفر للمسلمين ويقيهم الحوادث، ويكشف عنهم العذاب، وقد رفعت التعازي إلى رئيس الجمهورية للمواساة.

وفاة رجل معمّر

في مدينة بريدة توفي يوم الجمعة ١١ شعبان المواطن عبد الله بن عبد العزيز بن علي العقيل عن عمر يناهز مائة سنة، وكان رحمه الله من المحافظين على الصلوات الخمس في جماعة بالمساجد، ويتعاطى في التجارة حتى وصل الشيخوخة، وله أخوة وأبناء صلحاء.