أما ما كان عن الرئيس المصري فقد قام يعد العدة ويتهم بعض قواده بأنهم هم أسباب الهزيمة وقامت ليبيا تستنكر ضم القدس لإسرائيل، وقام خطباء المساجد في ليبيا باتخاذ الإجراءات نحو الصهيونية ودعا علماء الدين في ليبيا العالم الإسلامي والعربي إلى الوقوف بوجه المخططات الصهيونية، وقام عشرة آلاف إندونيسي يتطوعون لتحرير المسجد الأقصى، وقامت سوريا تحتج على إسرائيل بأعمالها الوحشية ذلك بأن الإسرائيليين ركلوا شيخًا مسنًا يبلغ المائة من العمر بدون رحمة لعجزه وأنها دمرت بانياس وجيباتا الزيت وكفار خريب والنخيلة عن بكرة أبيها بعد إيقاف إطلاق النَّار بين سوريا وإسرائيل وأن سكان القرى والمدن التي دمرت سلبوا من مالهم وأخذت بطاقاتهم الشخصية وجردت نساؤهم من حليهن كما تعرضنَّ لأعمال مشينة وأن عددًا من العرب حرموا من الطَّعام لإرغامهم على ترك ديارهم من المنطقة المحتلة كما أرغم بعضهم على التوقيع على بيانات يعلنون فيها عن تفضيلهم مغادرة أراضيهم وبيوتهم.
[قتل المشير عبد الحكيم عامر]
لما عزل الرئيس جمال عبد الناصر المشير عبد الحكيم عامر واعتقل أناسًا آخرين بتهمة النكسة العسكرية وقعت مؤامرة ضد الرئيس من المشير ووزير الداخلية وأناس آخرين ونحن نذكر ما روته جريدة نداء الجنوب تاريخ ٢١/ ٦ / ٨٧ هـ قالت: نقلًا عن صحيفتين بريطانيتين هما الديلي تلغراف والديلي إكسبرس في صفة قتله يستفاد من أعضاء حاشية المشير عبد الحكيم عامر أن اثنين من كبار ضباط الجيش الذين قاما باستجواب المشير بعد اعتقاله قالا له أنَّه إذا ابتلع خمسًا من الحبوب السامة كانا قد أحضراها معهما فستقام له جنازة ومراسيم تشييع تليق ببطل ثورة كما وعداه بأنه بعد وفاته ستبقى الفيلا التي يسكن فيها والمزرعة التي يملكها بأيدي أرملته بعد وفاته، كما ستقرر الدولة رواتب شهرية لعائلته، وخرج المشير آخذًا الأقراص الخمسة من الضابطين الكبيرين مغادرًا تلك الغرفة التي تحدثوا فيها ينوي ابتلاعها لإنهاء حياته غير أنَّه لم يبتلع كل الأقراص السامة الخمسة وإنَّما ابتلع واحدًا