بعد أن طلب من أفراد عائلته أن يتصلوا بالرئيس جمال ويبلغوه بما حدث له ثم عاد إلى الغرفة التي كان الضابطان يجلسان فيها وجرى عراك في الغرفة بينه وبين الضابطين انتهى بأن غاب المشير عن وعيه وتمدد على الأرض وعندما شاهدت النساء والأطفال عبد الحكيم ممدًا على الأرض فاقدًا الوعي أخذوا في الصراخ والعويل فسمع أفراد الأسرة الذين يقفون على باب منزله هذا الصراخ فسارعوا بالدخول إلى المنزل، عندها حدث قتال بين الحرس المذكور وبين القوة التي رافقت الضابطين الكبيرين، وفي الحال استدعت عائلة المشير سيارة إسعاف فنقل المشير في الحال إلى مستشفى المعادي حيث أعطي أدوية مضادة للسم بعد أن أجريت له عملية غسل للمعدة فأفاق ونجى من الموت غير أنَّه بدلًا من أن يسمح له بالبقاء في المستشفى إلى أن يستعيد كامل صحته أو يسمح له بالعودة إلى منزله نقل قسرًا إلى منزل خاص في الجيزة حيث أجبر من جديد في غداة اليوم الثَّاني أي مساء يوم الخميس ١٠/ ٦ على تناول كمية من سم (الإيكونيتمن) كانت كافية لإنهاء حياته وكان تناوله ذلك في حمام المنزل المذكور حيث مزقت أحشاءه وأمعاءه وانتهت حياته وعندما بلغت عائلة المشير نبأ وفاته جرت مناوشات بين حرسه الخاص وبين الجنود الذين ظلوا مرابطين حول منزله، ثم جرى دفنه في الظلام وبسرعة دونما آية مراسيم تشييع أو غيره وقام نجله البالغ من العمر ثلاث عشرة سنة عندما بلغه نبأ وفاة أبيه يصرخ بألم ومرارة وتوجع يقول: عبد الناصر قتل أبي، ومن العجائب أنَّه لم يحصل تشييع لجنازته ولم تسمح السلطات المصرية بإقامة آية مراسيم تليق به كقائد للجيش ونائب أول لرئيس الجمهورية وأحد رجال الثورة الذي يلي عبد الناصر في المنزلة مباشرة، هذا وهو القائد العام للقوات المسلحة والنائب الأوَّل للرئيس والمسؤول الأوَّل عن إدارة دفة معارك الإبادة الرهيبة في اليمن ولله في خلقه شؤون ولا يظلم ربك أحدًا.
ونحن نسوق شيئًا من جواهر كلمات لابن الجوزي ثمينة مفيدة، قال رحمة الله عليه: