قضت على قوات صدام وجنوده وسحقتهم سحقًا، ورجعوا ما بين قتيل وأسير وجريح يجرون ثياب الخزي والهزيمة، وقد قتل صدام وزير دفاعه حنقًا وغيظًا على ذلك، ولما أن أوقع بالأكراد المساكين الذين لا تملك سوى أذية شعبه لما خذله الله فرَّ بقيتهم إلى الجبال في شمال العراق، ولجأ بعضهم إلى إيران والبعض الآخر لجأ إلى تركيا مستجيرين من عذابه، وأبى الأسراء الذين وقعوا في يد القوات السعودية الرجوع إلى العراق لعلمهم أنهم لو وقعوا في قبضة رئيسهم لأعدمهم وانشق شعبه عليه يريدون الإطاحة به، ولقد نصبت أمريكا للمشردين من الأكراد مخيمًا في شمال العراق وبنوا ذلك المخيم بقوة واستحكام، وشاركت به ذلك بريطانيا حفاظًا على حياة أولئك الضعفاء المشردين، ولم يزهد المغلوب صدام عن التربص بهم ومراقبتهم ليوقع بهم، ولكن القوات المتحالفة أمدتهم بالأرزاق والأدوية والأطعمة، وطردوا عنهم قوات صدام التي تريد إهلاكهم وتدميرهم على أية حالة كانوا عليها وكان في تقلباته يتحرك حركة المذبوح، فقد أقام عيدًا سنويًا في منتصف شهر شوال في هذه السنة، مما كان به ضحكة وسخرية لك ساخر، ولا تزال عين أمريكا تراقب حركاته حتى أنها وقفت أمام رش الزروع في بغداد حتى تشرف على المادة المستعملة في الرش خوفًا أن تكون ضد الأهالي لأنه لا يؤمن من أذيتهم.
[إعصار يصيب بنغلادش]
لما كان في اليوم الخامس عشر من شهر شوال أثبتت الأرصاد الجوية عندهم أنه سيقع إعصار في منتصف ليلة سادس عشر شوال الموافق عاشر برج الثور ثاني نجم، فجعلت الأمة تتوقع حدوث هذه الحادثة وتفكر فيما ينجى من هولها، فهب الإعصار نصف الليل بقوة مائتين وثلاثين، واجتاح ما مر عليه فقد هلك ألف نسمة ودمر عشرات الألوف من المنازل، ودمر ميناء هناك، وأغرق عدة سفن ولله كمال التصرف في خلقه.
حادثة غريبة في هذه السنة، في ١٢ شوال عض حمار رجلًا في مدينة بريدة في الماقفة فلم تستطع الأمة تخليص الرجل، فقطعوا رأس الحمار وحملوه مع الرجل إلى المستشفى للكشف وتحليله خوفًا أن يكون مسعورًا.