على القصيم، حتى أشفى بعض المحلات على الهلاك، وتوالى هطول الأمطار وكثر الكلأ والعشب، وأخذت الأرض زخرفها بحيث أنه لم يجر في هذه السنين الأخيرة مثله، وقد حرث الناس ووفقوا من البعل بحيث أن ثلاثين صاعًا بلغت ألف صاع، وامتلأت الأمكنة من الأعشاب، فلله الحمد والشكر لا نحصي ثناء عليه.
[ذكر من توفي فيها من الأعيان]
ففيها في ١١ ربيع الأول توفى الشيخ إبراهيم بن محمد الوهيبي التميمي من أهل شقراء، رحمة الله تعالى عليه، وكان رجلًا طيبًا، اشتهر بين قومه بالعبادة والورع، وكان مع ذلك غيورًا محبًا لدعوة التوحيد، مخلصًا لمولاه، مدافعًا عن هذا الدين الحنيف.
وكانت وفاته بمكة المشرفة عن عمر يناهز السبعين عامًا قضاها في خدمة الله ومرضاته، فرحمة الله عليه، فنعزي أهل الدين بوفاته، وقد وافق موته ليلة الاثنين، وانتقل من الدار الفانية إلى الدار الباقية.
وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ عبد العزيز بن صالح بن سليم، وهذه ترجمته:
هو الشيخ عبد العزيز بن صالح بن الشيخ الإمام محمد بن عبد الله بن سليم حفيد عالم مقاطعة القصيم وعلامة تلك المقاطعة، وقد تقدم ذكر نسبه في ترجمة جده رحمه الله.
وكانت وفاته في ٢٩ جمادي الآخرة، وكان رجلًا طيبًا ذكيًا سكينًا أريبًا عاقلًا، ذا دين وورع وأصل في علم التوحيد، وله قوة إدراك وسعة اطلاع على غامض المسائل، يحب الخمول والتقشف، وقد حج في صحبة عمه الشيخ عمر بن محمد بن سليم فأصيب بنكبة من الحرامية الذين يقطعون الطريق في جبال الحجاز زمن ولاية حسين الشريف على مكة المكرمة، وكان قد اختصه الشيخ