الحدود العرقية ورأى السيارات العسكرية التابعة لحكومة العراق على أرضها فأمر جلالة الملك على يوسف ياسين أن يكشف له خبر السيارات، ويستنشق خبر العصاة، فمضى يوسف المذكور بسيارة الملك حتى وصل مخفر العبيد والتقى فيه بحسن بك الدفعي مدير شرطة بادية الجنوب العراقية غير أن المدفعي ليس بيده الأمر كله فنقل ما حدث به إلى بغداد، فلما كان في الساعة العاشرة بعد العصر أقبلت سيارة محروسة بسيارتين مدرعتين وبها الكابتن "كلوب" فتحدث إلى مندوب ابن سعود طويلًا وقال له: إن مع الدويش نساء وأطفالًا لهذا لم تأذن الحكومة البريطانية بضربه ولكن كان نصيبه الطرد كلما جاء إلى الأراضي العراقية، ولا يمكن وضع حد لأعماله إلا بضربه، ولقد طلب الرعوية العراقية فلم أقبل ثم طلبته فجاء إلى هو وابن حثلين وأنذرتهما بمغادرة حدود العراق في يومين وإلا فلن أزهد في ضربهما، ويظهر أن الدويش عليم بقدوم ابن سعود، ففر لأني تعقبته بالدبابات فألفيته قد تجاوز الجهراء ودخل الكويت ولا يمكنني أن أتعقبه فيها، وأنا موظف عراقي وبذلك لم يبق في العراق من العصاة إلا فرحان بن مشهور السجين هناك ريثما تنتهي المفاوضات بشأنه، فبعث ابن سعود برقية في ٥ شعبان إلى المندوب السامي في العراق يخبره بأن بريطانا قد تعهدت بطرد العصاة من أراضي العراق والكويت وشرق الأردن، وها هم في الكويت، فأما أن تطردهم الحكومة البريطانية، وأما أن تسمح للسعوديين بمطاردتهم أينما ذهبوا أو تعلن حمايتها للعصاة.
فلما أن كان من الغد ٦ شعبان ورد إليه الجواب من الندوب السامي يخبره أن الحكومة البريطانية جادة في الترتيبات اللازمة لإخراج العصاة من حدود الكويت إلا أن ابن سعود أراد الجواب القاطع في أمرهم، ثم رحل ابن سعود في ٨ شعبان من "الرقعي" لعدم وجود الماء الكافي بها للجنود الذين معه وبعث "يوسف ياسين" الرجل السياسي العظيم إلى مخفر العبيد ليرى ماجد.
ولما أن أمضى يوسف وجد برقية من رئيس المعتمدين السياسين في خليج فارس يطلب فيها باسم الحكومة البريطانية مقابلة ابن سعود لحل مشكلة العصاة