للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما اختطفه أيدي المنون وخسرته الحكومة بسبب مرض مخوف وبعد وفاته عهد الملك بهذا الأمر إلى أخيه الوزير مشعل بن عبد العزيز فعينه وزيرًا للحربية فلبس اللباس العسكري حتى حببه إلى نفوس النَّاس لأنَّ العرب في اللباس العسكري في البلاد السعودية لم يألفوا التعاليم العسكرية ولم يتعودوا لباسها فأخذ وزير الدفاع يعني بالتعليم العسكري وأسس مدارس عسكرية في البلاد واستقدم بعثة من كبار ضباط الإِنجليز لتعليم الجند التمارين العسكرية وطريقة استعمال الأسلحة الحديثة كما استقدم بعثة أخرى من أمريكا لتعليم الجند استعمال المصفحات وأحدث المخترعات من سلاح وعتاد وأنواع الطائرات.

وكان من نتائج هذه الروح المتقدة في شخصية وزير الدفاع، وحسن إرشادات جلالة والده العظيم الحريص على تقدم شعبة في جميع الشؤون الحيوية، وخصوصًا منها الشؤون العسكرية أن صدرت إرادة جلالة الملك المغفور له المطاعة بابتعاث البعثات إلى لندن وأمريكا.

وقامت وزارة الدفاع تشجع الطلبة للالتحاق بالمدارس العسكرية بتخصيص الرواتب والإِعاشات وذلك ببذل رواتب وإعاشات تبذل. فللطالب ١٥٠ ريالًا و ٤٠ ريالًا إعاشة. ومتى تخرج الطالب من المدرسة يتخرج برتبة ملازم ثانٍ وتعطيه الحكومة راتبًا شهريًا قدره ٢٥٣ ريالًا و ٤٠ ريالًا إعاشة.

ثم أنَّ الحكومة جعلت لمساعد الطيار ٦٠٠ ريال وإعاشة ٤٠ ريالًا وللقائد ٩٠٠ ريال و ٤٠ إعاشة ما عدا نفقات السفر للخارج والداخل بموجب نظام الطيران. أمَّا درجة المساعد الثانية فله ٧٠٠ والأولى ٨٠٠، وهذا ما عدا الإِعاشة. وما زالت الرواتب في علو وارتفاع بعد ذلك.

وما مات حتى كان عنده أكبر قوة عسكرية. فلقد تقرر عند العالم أجمع