ومحدوده وعضه الزمان بنابه، لذلك فإنَّه قد هب المسلمون للتعاون مع شعب الجزائر فكان يوم ١٥/ من شعبان يومًا لمساعدة الجزائر واجتمعت الأمة وصعد الخطباء فوق المنصات ينادون بالتبرع لشعب الجزائر المنكوب وقد رأيت بعد صلاة العصر من ذلك اليوم رجلًا منطبقًا يستغيث على المنصة ويبكي يقول: أيها المسلمون انظروا إلى فعال فرنسا بأهل الجزائر أمَّا فيكم من فزعة أمَّا فيكم من فزعة. واستغرق في الاستغاثة حتَّى جعل مما يجده في صدره يقول: إيتوني برشاش لإعدام فرنسا أيها المسلمون لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئًا إن شعب الجزائر بحاجة إلى دينار، إلى درهم، إلى قميص إلى كساء، إلى سكين. فانفعل الحاضرون وقام الرجل يقدم أحسن ما يملك، وتقدم المرأة أقراطها وأساورها، ويقدم الطفل ما في حصالته من دراهم، ويقدم الغني ما تجود به نفسه. وهكذا جعل الشيوخ والشباب يتدافعون ويتسابقون إلى لجان جمع التبرعات ولقد كان منظرًا مؤثرًا لأنَّ تلاميذ المدارس على حداثة سنهم يسارعون إلى إخراج ما في جيوبهم. كما أنَّ الآباء يحملون أطفالهم ليضعوا بين أيدي المتطوعين ما ادَّخروه لهذا اليوم المجيد. واستمرَّ إلقاء المحاضرات زهاء ساعتين من الزمن في كل مدينة. وكان للرياض وبريدة يوم مشهود وكل مدينة أو قرية فإنَّها هبت عن بكرة أبيها لمد يد المساعدة والعون للمجاهدين في الجزائر. وقد ساهمت جميع الطبقات وقامت فرق الكشافة ببذل جهود في ذلك حيث قاموا بملابسهم الكشفية بجولات عديدة على المدارس وعلى مختلف المحلات لتبصير المواطنين.
وفيها قام رجال من أبناء الوطن وأهل المعرفة في بريدة لبث الزراعة في رياض البطين الواقع عند مدينة بريدة شمالًا من هؤلاء آل راشد التجار في الدغمانيات وغيرهم ومنها ما كان في رياض النقيب الواقع عن مدينة بريدة في الشمال الشرقي على مسافة ١٨ كيلومتر وكان من هؤلاء محمَّد بن