استطاعوا السيطرة على بورسعيد وتعطلت الملاحة في القناة، وكان هذا الغزو يسمى (العدوان الثلاثي على مصر) في ٣١ أكتوبر ١٩٥٦ م الموافق ٢٦/ ٣/ ١٣٧٦ هـ ولمَّا أن جرى هذا الأمر الفظيع تدخلت هيئة الأمم المتحدة واتخذت قرارًا في ٢/ ١١/ ١٩٥٦ م بوقف القتال فورًا. لكن العدو لم يكترث ولم يوقف القتال. ولمَّا لم تخضع بريطانيا وفرنسا وعجت إذاعة روسيا بالإِنذارات نصرة لمصر وأكدت أن تقف الحركة قبل أن ترسل الصواريخ على لندن وعلى باريس وقالت حكومة السوفياتي أن بإمكانها أن تقضي على أمهات المدن البريطانية والفرنسية والعواصم بالصواريخ فلا حاجة إلى استعمال السلاح الثقيل عليها. وكان الإِنذار الروسي على الدولتين أعظم من نزول الصاعقة، فأصابهم الهلع والذعر وأوقفتا إطلاق التار. أولئك الروس الذين لا يستهان بأمرهم، فتقهقرت فرنسا وبريطانيا ووقفتا على الفور مكتوفتي اليدين فتوقف القتال في ٤/ ١١/ ١٩٥٦ م الموافق ليوم الأحد ١/ ٤/ ١٣٧٦ هـ وكان الإِنذار ليلة ذلك اليوم. فانسحبت قوات العدو مدحورة وخرجت مصر من هذه الحرب مرفوعة الرأس وانتصرت مصر على قوى الاستعمار والصهيونية. وأقول صراحة لولا أن الله تعالى أغاث مصر بفزعة روسيا فأنذرت كلًا من بريطانيا وفرنسا وتهددت بأنَّها سترسل الصواريخ على العواصم فتسحقها إذا لم تكفا عن عدوانهما لكانت مصر خرابًا يبابًا. أمَّا الفظائع التي ارتكبوها في أربعة أيَّام فقد أمطروا المدن والقرى المصرية بوابل من مدافعهم الرشاشة وقاذفات القنابل وغيرها من كل وسيلة من وسائل الحرق والتدمير والإِبادة ولقد كانوا لا يتورعون من ارتكاب أفظع الجرائم واستعمال كل وسيلة من وسائل الحرق والتدمير ولم يميزوا بين المقاتلين والمدنيين العزل وفعلوا أفعالًا وحشية تتحاشى عنها أفعال الوحوش فقطعوا مياه الشرب عن المدن الآمنة ودكوا المستشفيات والسجون والمدارس والمساجد ولم يعبأوا بأي وسيلة