وقال متحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية أن السلطات الأمريكية المختصة تدرس بعناية تامة حادث اغتيال الملك عبدِ الله، وأثر ذلك في الموقف السياسي الدقيق في دول الشرق الأوسط.
أما المحاولات السابقة لاغتياله فقد حدثت فيما مضى عدة محاولات عديدة لاغتياله، ففي عام ١٩٤١ م أشيع أن الأمير طلال ولي العهد أطلق الرصاص على والده وأصابه بجراح بالغة، ولكن الملك عبدِ الله كذَّب هذه الأنباء.
وفي أبريل عام ١٩٤٩ م حكم بإعدام على ثلاثة من الفلسطينيين وأردني واحد لتآمرهم على قتل الملك، وذلك بوضعهم الألغام في الطَّرِيقِ الذي كان معروفًا أنَّه سيمر منه، كما حكم بالسجن المؤبد على رجلين سوريين وآخرين فلسطينيين، وكانت الدوائر الرسمية بالحكومة البريطانية تتهم اتهامًا قويًا الحاج أمين الحسيني بأنه هو المسؤول عن اغتيال الملك عبدِ الله، وبأنه يحاول القضاء على الوحدة العربية، وأمين الحسيني هو المفتي الأعلى رئيس مجلس الأمة الفلسطينية العربية.
أما صفات عبدِ الله الجسمانية:
فكان ربعة يميل إلى السمنة، أبيض اللون مشرب بحمرة، مليح الطلعة، ذو وجه باسم، وكثير الشبه بوالده، غير أنَّه كان أبلغ في السياسة من أبيه، وكان سخيًا، بلغت به الحالة إلى أنَّه كان يستدين وينفق إذا لم يجد ما يهبه لزواره وقاصديه، فاضطرت الحكومة الإنكليزية على التدخل لما كثرت ديونه، فأرصدت له راتبًا من راتبه معلومًا في أول الشهر.
أما الباقي من راتبه السنوي فإنه أرصد لقضاء دينه، وقد تزوج سنة ١٣٢٠ هـ بالشريفة مصباح كريمة عمه ناصر باشا، فولدت له الأمير طلال وبنتًا، وتزوج بشركسية فولدت له الأمير نايف وابنتين، وهو فصيح في الخطابة، فإنه لما جاءه المعزون بعد نعي أخيه فيصل خطب فيهم فقال:
إن المصاب هو مصاب العرب، أما نحن فذو مصابين، مصاب خاص، ومصاب عام، وأنتم تعرفون المرحوم، فلا حاجة إلى من يعرفكم عليه، ندعو الله أن يعوض