وبددت ما أمامها، وسرية قدرها مائتان في زورق من الزوارق البخارية، فقام يحيى يجاوب جلالة الملك ويسأله إيقاف تلك الجنود، فتحصلت المجاوبات بقدر من ثمانية عشر برقية نشر يحيى فيها كمال الصلة والهبة والمواخات، ويجاوبه ابن سعود بأنه على حرص عظيم على السلم وحقن الدماء، ويعاهد الله على ذلك سرًا وجهارًا، ولكنه لا يمكن سلم ولا معاهدة ولا صلح وأنت تسوق الجند من جهات، وكتب الإدريسي توقد الفتنة وتحرض الناس عليها، فإن كان لحضرتكم رغبة في الصلح والسلم فاعملوا عمله أو يرفع الجند منا ومنكم لاماكنه وتتم المراجعة بيننا وبينكم في الحال الذي يصلح للجميع.
وفي معرض كلام صاحب الجلالة أن قال وإني أدخلكم على الله ثم أدخلكم عليه ثم أحملكم مسؤولية الحرب أمام الله ثم أمام العالم عن الوقوع في هذا الشر الذي ما نؤمله من حضرتكم، وقد سبق أن تركنا جميع ما يقال ونحن نرى الحقيقة ونكذبها وثوقًا بالله ثم بوعودكم وعهودكم فإن كان المقصد من هذه الحركات نشوب الحرب فقد بلغ الأمر منتهاه، وإن كان القصد السلم فطريق السلم كما عرفناكم والله يحفظكم.
فأجاب يحيى بجواب يدل على ضعفه، وكان من جوابه أن قال: وقد انحلت العقدتان الأدارسة والمعاهدة المشتملة على الحدود، ولله الحمد، ولم يبقَ إلا إفادة الأخ من ترك بلاد يام في الحياد.
إلى أن قال: وإذا كان الأخ يسعى للسلم ورفع الأحقاد فنحن نهرول إليه هرولة، وتفضلوا بسرعة الإفادة لحل هذه المادة الثالثة. . إلخ.
وكان الباعث له على هذا الجواب ما رآه من سطوة القواد السعوديين، ولما جهز اللك عبد العزيز نجله وولي عهده وأمره بالتقدم إلى الحدود اليمانية لاسترجاع البلدان التي احتلها الجيش اليمني أكد عليه بعد الاسترجاع أن يقف انتظارًا لأمره الأخير، وكان هو القائد العام للجيوش السعودية التي سارت من نجد إلى عسير، أما فيصل بن عبد العزيز فهو القائد العام للجيوش والقوات السعودية التي زحفت من