قطر بحيث أن يكون كأفراد الشعب، وبهذا تعرف قدر الدنيا كما قال أبو الطيب المتنبي:
سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها ... متعنا بها من جيئةٍ وذهاب
تملكها الباقي تملك سالب ... وفارقها الماضي فراق تسليب
حشدت الحكومة المصرية قواتها على الحدود مع السودان، وذلك بدعوى أن الذين أرادوا اغتيال حسني مبارك من السودان قبل ذلك بأيام، ولكن السودان ضعيفة بالنسبة إلى مصر بحيث أن مصر تقاوم بالمدافع والرشاشات والطائرات، وأولئك ليس لديهم سوى العصي وأسياخ الحديد، ولكن السودان توعدوا بقطع النيل عن مصر، لأنه يأتي إلى مصر من قبلهم، فتجلت تلك المشكلة من لا شيء، وسكنت التحركات.
وفيها في شهر ربيع الثاني قامت أمريكا لما أن عيل صبرها من الصرب الذي أذوا المسلمين في البوسنة والهرسك، وذبحوهم ذبح النعاج، حتى كان أحد قواد الصرب يتظاهر بأنه لم يصب بجرح واحد في قتاله للمسلمين هناك، إلا أن الشفرة التي بيده خطرة على فخده التي كان يضجع المسلمين وأولادهم عليها للذبح، وكانت أمريكا والأمم المتحدة قد أنذرت الصرب وحذرتها من تلك الأعمال الوحشية، وشريعة الغاب، فلما لم تنته الصرب ولم تخضع لأمريكا، ساقت القوات وأمرت شمال الأطلسي بضرب الصرب، وشتت قواتها وأعطتها درسًا، ولتظهر قوتها أمام العالم، فقامت راجمات الصواريخ والطائرات المدمرة تضرب قوات الصرب وتشتت جمعها حتى لم يبقَ أمامها مقاومة يومئذٍ، وتفرقوا شذر مذر، وناهيك بأمريكا وما لديها من البأس والحرب والضرب، وأقبلت التبرعات والإمدادات للبوسنة والهرسك.
في هذه السنة وما تليها ازدادت رغبة الأمة في الدراسة، وأقبل الشباب أبناء وبنات على الدراسة والتعلم إقبالًا لم يعهد قبله في قديم الدهر وحديثه، وأصبحت المدارس كاظة ومزدحمة على طلب العلم، ووقع ما أخبر به صاحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من قوله: كيف أنتم إذا لبستكم فتنةً يربو فيها