الأخرى وهلكوا بأسباب وباء مر عليهم وبغور المياه هناك أو فقده وكان أهلوها الذين سكنوها سابقًا وأقاموا تلك البنايات العظيمة القوية لم يبق منها سوى أطلال عالية أخذت أخشابها من طابقين وبقيت جراثم قد نزحوا من حوطة بني تميم فهم من بني تميم، كما ذكروا.
وقد هجموا على أناس من الجيران وقتلوهم وأخذوا جماجم رؤوسهم فدفنوها في أم الجماجم المعروفة المتداول اسمها ولما أن سكنوا قفار كانت أمراء آل رشيد لا يسمحون بحفر الآبار خشية من قلة الماء على السكان فلم يرغبوا أن تتوسع الناحية فيها، وهذا لأمرين قلة الماء وخشية من سكانها أن يطغوا على أمراء حائل.
ولما أن جاء ابن بديهان الذي يعتبر من أكبر الأسر فيها إلى محمد بن عبد الله بن رشيد بصفته الحاكم العام يطلبه السماح له باحتفار بئر أعطاه ترخيصًا في ذلك ولكنه لما شرع في الحفر شعر به الأهالي وجاءوا إليه منكرين ومعترضين فأجاب يقول ليست بئر وإنما هي زبيه للضباع تقع فيها وكان ممن اعترض عليه علي الرشيد بن عيادة فذهب ابن بديهان إلى الحاكم ابن رشيد قد واحتزم بطمر من نصيف امرأة وقال للأمير محمد بن رشيد علي الرشيد بن عيادة قد اعترض على عطيتك لي فدعا به محمد بن رشيد إليه وقال: تعترض على عطيتنا لابن بديهان وأنا أخو نورة؟ ! فقال: نعم أعترض ووالله لأن أحتفر بئرًا لأنزعن رأسه أمامك وألقي به بين يديك وأنا أخو حسناء فقام ابن رشيد من عنده ودخل مجلسه، وقال للخوياء آيتوني به فلما دخل عليه قال تتكلم بهذا الكلام أمامي وأنا أخو نورة فقال نعم وسع عدلك الأمة كلها يا طويل العمر وهذه المرة تجور في تخصيصه يا محمد بن رشيد فأين العدل الذي عهدناه فيك فثنى الأمير عزمه ومنع ابن بديهان من تلك المنحة ترجيحًا للمصلحة وإقامة للعدل بين الأمة.
ولما أن جلسنا في بيت سالم ووالده ودعوا الأمير راشد بن عبد العزيز العبد العزيز الخوير الذي كان ساكنًا هناك، وكان كهلًا يقوم بالخدمة بنفسه ويحترمنا احترامًا عظيمًا.