أما عن سالم بن فهد بن عبد العزيز فقد استقبلنا وأبدى بشاشة وقدم لكرمه لنا قهوة عربية وشاي وجاء بصحن كبير من القثاء وأشياء من العنب أما عن الحارة التي يسكنها الأمير وأسرته فتسمى الحماد بتشديد الميم وكان من الأسر هناك أسرة زيد الخشم الخالدي وأسرة سلامة المتيحي وأسرة فرج الحميضي الذين منهم آل خوير وهناك أسر ضاعت أسماؤهم واستولت الدولة على أملاكهم التي لا يعرف لها مالك وكنت أظن أن أولئك الذين فقدوا ولم تعرف أسماؤهم هم الذين هلكوا بالوباء.
أما عن الذين نزحوا عنها إلى البلدان الأخرى فأملاكهم باقية وعلى بقية البيوت القديمة من الطين التي لم تخرب آثار الضعف وفيها مركز هيئة الأمر بالمعروف وهو ضعيف.
ويوجد فيها مدرستان ابتدائيتان ومتوسطة للبنين ومدرسة للبنات، وقد قل الماء فيها جدًّا فكانوا يستجلبونه من مسافة أربع كيلو وقد قاموا بتجربة حفر لاستجلاب الماء ولكنه حال بينهم وبينه الجبل الذي يسمى درع فهو الحائل العظيم الذين عجزت عنه المعدات الحديثة وهذا الدرع هو الذي حال بين أهالي الرس في القصيم وبين الماء ولا تزال الأمة تدبر حيلة تخرق الدرع الذي عجزت عنه المعدات.
وكانت قفار على بعد اثني عشر كيلومترًا من حائل وكان يقدر خراب تلك المدينة بعد عنفوان شبابها بمائتي سنة والإصلاحات الحديثة ضعيفة وكان الذين جلسنا إليهم وهم سالم ووالده لم يألوا جهدًا في طلب الإقامة لديهم ولو إلى الظهر من ذلك اليوم لكننا لضيق الوقت ودعناهم شاكرين وكانوا يتسابقون بعد خروجنا من المنزل بالطيب والحشمة والإكرام مشيعين لنا وركب الأمير سيارته أمامنا ليطلعنا على بقية الآثار فأوقفنا على قصر ابن عيادة وعلى جراثم الغفيلية وهي حصن عظيم محاط بحائط واسع وهي لآل عبيد بن رشيد حكام حائل وهناك لا ترى إلا جراثم الحيطان التي هي كخشوم الجبال.