للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويأكل بيده إذا كانوا من أهل نجد والحجاز، أمَّا إذا كانوا أجانب أو هناك رجال رسميون فيأكل بالملعقة ويجلس إلى موائد نظمت على الطراز الحديث.

أمَّا في الأسفار والحروب والغزوات فإنَّه يحارب الراحة وتمر به ليال لا ينام في خلالها إلاَّ غرارًا على ظهور الإِبل أو الخيل مواصلًا سرى الليل بسير النهار لا يأكل إلاَّ قليلًا ولا يشرب إلاَّ نادرًا.

وقد اضطر في بعض غزواته إلى شق بطون النياق لاستخراج ما فيها من ماء وشربه لندرة الماء. وكثيرًا ما قضى الأيام والليالي طاويًا لعدم وجود ما يأكله.

ولقد أكرم جميع الذين ساهموا معه في استعادة الملك لما فتح الله عليه وحرص على مكافآتهم وحشمتهم وأفسح لهم المجال. وكثيرًا ما يستعرض ماضيه ويذكر أصدقاءه القدماء ويتحدث بنعمة الله عليه.

وكان له تهجد من آخر الليل. فإذا صلَّى ما كتب له وقرأ ما تيسر من القرآن وأوتر إذا قد حضر وقت الفريضة فيصلي الغداة ثم يظل في ورده وقراءته لأنَّه كان له حضر من الورد فيقرأ في ورد الشيخ سليمان بن سحمان. ثم أنَّه ألف ورده المشهور بالورد المصفَّى المختار من كلام الله تعالى وكلام سيد الأبرار ويتحصن به. وقد طبع عدة مرات ووزع بكثرة فيلبث حتى قرب طلوع الشمس فينام وبعد ما يستيقظ يتناول القهوة ويجرع كميات من لبن الإِبل ثم يخرج إلى الديوان فينظر في الشؤون المعروضة عليه ويوافيه عامل اللاسلكي كل صباح بتقارير عماله وأمراءه وكل حاكم مدينة عندهم يسمى أميرًا يتصل به عن طريق البرق فيوافيه بجميع ما جرى من آخر نهار أمس في منطقته فلا يكاد يفوته شيء مما يقع بل يطلع على كل ما جرى حتى أنَّ المملكة تكون بين يديه كأنَّها دكان بقالة، ويبلغه عماله