للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبار الشد والرحيل من السياح حتى أنَّه لا يستطيع أحد أن ينتقل إلاَّ بإذن منه فينقل إليه من فتنة بين قبائل الشمال إلى سيارة تعطلت في الوحل في الطريق الفلاني ثم يأتيه المترجمون للأخبار الخارجية كما سمعوها فيعرضونها عليه حتى أنَّه ليتبلغ السياسة لمعرفته بالحرب أعظم مما يتبلغها معظم الموظفين في تلك المملكة وكان يتسقط أخبار الحكومات والبلاد المجاورة ولديه مصلحة استخبارات منظمة تنقل إليه جميع ما يحدث بالضبط والتفصيل، فلا يكاد يفوته شيء ويأتيه عماله بتقارير سرية يوافونه بها، وله عناية عظيمة بالصحف على اختلاف أنواعها وقد يأتيه مترجموه للأخبار الخارجية عند وقوعها بشيء لا تبلغه العبارة في التدقيق.

ومن عادته في رحلاته أن يقف اثنان من رجاله وبيد كل واحد منهما بندقية على سيارته هذا من اليمين وذاك من الشمال خوف وقوع حادث مفاجئ وتكون إلى جانبه في السيارة بندقية خاصة به، ويضع سائق سيارته الخاصة بندقية في جانبه. وكان يمازح جلساءه ورجال خاصته ويحادثهم أحاديث طلية، لا أثر فيها للكلفة، ويعاملهم معاملة الصديق للصديق والند للند ويحبونه حبًا عظيمًا. فلقد كان محبوبًا جدًا وموضع التقدير، على أنَّه لا يتأخر عند الحاجة من تأديب بعض من يذنب منهم بيده، وهو مشهور بالإفاضة في الحديث فإذا بدأ بموضوع لا يتركه قبل أن يلم به من جميع نواحيه ولا يدع زيادة لمستزيد، فإذا قاطعه جليسه أو محدثه مستدركًا على شيء أو مبديًا رأيًا لاح له أو فكرة مرت بخاطره قال له: إسمع أنا أعلمك أي أخبرك أو إسمع، اسمع الله يهديك أو ما تسمع الله يسلمك ويردد هذه الجمل كثيرًا في محادثاته اليومية.

فقد عرفت أنُّها القارئ أنَّه معظّم ومحبوب ومن النَّاس من يكون معظمًا غير محبوب ومنهم من يكون محبوبًا غير معظم وأن أكمل الصفات محبة يصحبها التعظيم.