ولما أباد الله خصراهم، قال الشيخ سليمان بن سحمان هذه القصيدة تهنئةً للظافر عبد العزيز بن عبد الرحمن:
معالي الأمور الساميات المعالم ... لأهل التقى والجود أهل المكارم
وبالحزم للأعداء وبالعزم في الوغى ... تنال العلى بالمرهفات الصوارم
وكل معالي الخلتين أخذتها ... ونلت ذراها في الخطوب العظائم
وقد فقت أبناء الملوك جميعهم ... بجدٍ وإقدام بكل الملاحم
يلاحظك الإسعاد أين تيممت ... بنودك لا يثنيك لومات لائم
وما قصرت أعداك في الحزم والدها ... وتقليبهم أفكارهم للمصادم
وقد جمعوا جيشًا لهامًا عرمرما ... وصالوا به واستنجدوا كل ظالم
ولكن دهاهم من دهائك فتكة ... بفتيان صدقٍ كالأسود الضراغم
وحسن رجاء الله فيما ترومه ... بحزمٍ وعزمٍ والوفاء الملازم
وصدقٌ وتدبيرٌ وحسن طويةٍ ... حللت به فوق السهى والنعائم
ولاحظك الإقبال والعز فاستما ... لك النصر والإسعاف بين العوالم
وحلّ بهم ما حل بالناس قبلهم ... قديمًا من الإدبار عند الملاحم
لأمر قضاه الله جل جلاله .... وليس لأمرٍ حمه من مصادم
فسرت إليهم بالجيوش تقودها ... لنفجأهم في غرةٍ بالضياغم
لعمري لقد كانوا ليوثًا لدى الوغا ... وليس لهم عند اللقاء من مقاوم
أبدت بها خضراهم فتمزقوا ... أيادي سبا واستأصلت كل غاشم
وولت على الأعقاب حربٌ وما أرعوت ... ولكنهم باءوا بشر الهزائم
وحالت على أبناء حائل وقعةٌ ... أبحت بها خضراهمو بالصوارم
وقد غودروا في فيضة السر جثما ... طعام سباعٍ والنسور الحوائم
ووالله ما من وقعةٍ قبلها أتت ... عليهم فقد باءوا بإحدى القواصم
وأخرى ستدهاهم بها وتسومهم ... وتفجاهم فيها بأسدٍ ضياغم
يسومون في الهبجاء نفوسًا عزيزةً ... وترخص منهم في حضور المواسم
وتستأصل الأعدا بها وتسومهم ... بها الخسف والإذلال سوم البهائم