للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكويت، وكان ابن سعود قد وثق في بريطانيا أنها لن تنكر له ولن تخلف وعده، فلما كان بعد الظهر حلقت في سماء خباري وضحا ست طائرات بريطانية ثم هبطت إلى الأرض وبرز منها رئيس المعتمدين السياسيين في الخليج العربي "الكولونيل بيسكو" والمعتمد السياسي في الكويت "الكولونيل ديكسون" وقائد الطيران في العراق "الكومند وبرنت" ومعهم المترجمون والكتاب والخدم، كما أن حافظ وهبة قد حضر في إحدى الطائرات، وما أدراك ما هو إنه مندوب ابن سعود في الكويت، وسفير المملكة العربية السعودية في إنكلترا وقد صدر الأمر إليه بأن يرافق البعثة الإنكليزية.

ولما أن جلس صاحب الجلالة السعودية كان عن يمينه رئيس الوفد، وعن يساره قائد الطيران، وعلى رؤوسهم الرجال السعوديون والبريطانيون، وبعدما استقر برجال البعثة المقام بدأت المفاوضات، أولئك كانوا عن الجهة البريطانية وحافظ وهبة ويوسف ياسين عن الجهة النجدية بإشراف الملك نفسه، فامتدت المفاوضات واستمر المؤتمر أسبوعًا كاملًا انتهى بموافقة الحكومة الإنكليزية على تسليم الدويش ورفاقه، وكان هذا يعد انتصارا لابن سعود، ولقد شدد صاحب الجلالة وألح على بريطانيا العظمى في طلب الدويش حتى جعل يضرب السجادة بالعصا ضربًا يكاد يمزقها ويقسم بالله لأن لم يحضر الدويش وصاحبيه ليحدثن ما لا تحمد عقباه وجعل يرغي ويزيد، فلذا تم الاتفاق في ٢٧ من شعبان على أن تحمل إحدى الطائرات الإنكليزية الدويش وابن لامي وابن حثلين في ٢٨ شعبان الموافق ليوم الثلاثاء إلى مخيم ابن سعود وأن تسوق العجمان ومطيرًا بالدبابات والطائرات حتى تدخلهم حدود نجد، وبعث ابن سعود سرية قوية تحت قيادة الرجل الحازم "عبد الرحمن الطبيشي" ليتسلم العجمان ومطيرًا، وقد قادهم المذكور إلى مخيم الملك المنصور فامنهم.

ولما كان في الساعة الخامسة من يوم الثلاثاء الموافق ٢٨ من شعبان سنة ١٣٤٨ هـ الموافق ٢٨ يناير ١٩٣٠ م هبطت طائرة تقل "الكولونيل ديكسون" وقائد