للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البارجة الحربية البريطانية ومعهما المجرمون الثلاثة رؤوس الشر والبلاء والفتنة، فيصل الدويش ونائف بن حثلين وجاسر بن لامي، فاستقبلهم حافظ وهبة باسم جلالة الملك ابن سعود وأقلتهم السيارات إلى خيمة جلالة الملك، ولما وصلوا الخيمة بعدما اخترقوا المعسكر، كانت اللعنات من الجند تصوب إلى الدويش، غير أن مسير السيارة يمنع سماعها، فقدم حافظ وهبة إلى جلالة الملك قائد البارجة ثم ديكسون بالنيابة عن حكومة بريطانيا وقال أنهما قدما لتسليم المجرمين اليه، فشكرهما جلالة الملك وشكر بريطانيا التي برهنت على وفائها معه وصداقتها له ومصافاته ودها، ثم استأذن القائد والقنصل ديكسون ومن معهما وخرجوا منصرفين شاكرين لابن السعود، فوقف الثلاثة بين يدي ابن سعود، يتقدمهم الدويش حقيرًا ذليلًا كاسفًا مطرق الرأس مغمض العينين لا يكاد يرفع رأسه حياء وخجلًا، دامع العينين قد أرخى شماغه على وجهه والتحف بعباءته متمسكنًا ذليلًا.

ولقد كان قبل ذلك إذا زار الملك في الرياض يصحبه نحو مائة وخمسين رجلًا مسلحين، ويدخل الرياض كقائد عظيم له منزلة عظمى في نفوس أهل الرياض وعلمائها وملك نجد، وإذا جلس فلا يجلس إلا بجوار ابن سعود يعتبره الملك كصديق قديم وقائد قواده العظام، واليوم يقف ذلك الموقف فما أعظم الفرق بين الحالتين.

فتكلم صاحب الجلالة قائلًا: أما تخاف رب العزة ما الذي حملك على هذه المخازي فتلعثم الدويش ولم يدري ما يقول، غير أنه استجمع قواه وصرخ باكيًا صاغرًا وقال: لم يبق شيء من الخزي لم أفعله وما تريد أعظم من هذا الخزي وهذا الجزاء أمام سائر أهل نجد، فبدره ابن سعود قائلًا: إنك تعلم يا فيصل ما عملت من أجلك في الماضي فاعترف الدويش بقوله: نعم أعلم، فقال صاحب الجلالة مقررًا نعمه عليه: لقد كنت يا فيصل في حرب مع أهل نجد من أجلكم فاعترف وهو منتحب قائلًا صدقت يا أبا تركي، واستمر ابن سعود قائلًا: فهل هذا جزائي منكم هل كنتم تريدون الملك لقد كنتم ملوكًا في الجهات التي كنتم فيها، من منكم له