للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكمه، فتولى بعده أخوه سالم، ولكنه مفلس من السياسة والحكمة ففعل أفعالًا أغضبت ابن سعود، وما كان له حق في تلك المعاملة، كطرد التجار النجديين من بلاده ومساعدته للعجمان، أضف إلى ذلك أنه عدو لأهل هذه الدعوة الوهابية والعياذ بالله، وآخر ذلك أن فعل الفعلة التي أدت إلى محاربة النجديين للكويتيين، فركب سالم ذات يوم إلى مكان على الخليج بين جبيل والكويت يدعى "بلبول" فيه مغاص للؤلؤ وميناء طبيعي حصين للسفن الشراعية، وعزم على أن يبني قصرًا هناك وبلدة أيضًا تنافس جبيل بالتجارة والغوص، فلما علم ابن سعود بذلك كتب إلى سالم ليمتنع من العمل فأبى، فكتب ابن سعود إلى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت يخبره أن الشيخ سالمًا فيما يقصد متجاوز حدوده وحقوقه لأن ذلك المكان من أراضي القطيف التابعة للحكومة النجدية، وقد طلب منه أن يحول دون هذا التعدي.

أما سالم بن مبارك فكان يزعم أن بلبول ضمن حدود الكويت، ولكنه أذعن على ما يظهر للوكيل البريطاني فعدل عن قصده، وكان في تلك الناحية شمالًا بغرب من بلبول ماء يدعى "قرية" هو ملك قديم لعرب مطير، فنزح إليه بعض المهاجرين من الإخوان من هذه القبيلة وأسسوا هناك هجرة لهم، فاحتج ابن صباح على هذا العمل وأرسل إليهم فرقة صغيرة مئتي رجل ومائة خيال، أكثرهم من عربيدار بقيادة أحد أبناء الصباح اسمه دعيج، وكان للكويت في المراعي القريبة من تلك الناحية بضعة آلاف رأس من الجمال والغنم، وليس هناك من يستطيع حمايتها إذا اعتدى عليها، فسار دعيج برجاله حتى نزل في "حمض" قريبًا من قرية، وأرسل إلى الإخوان يأمرهم بأن يخلوا ذلك المكان وإلا فسنصبحكم ونقتلكم، وكان الإخوان عندما علموا بقدوم عساكر الكويت أرسلوا إلى فيصل الدويش أمير الأرطاوية يستنجدونه، فبادر فيصل إلى نجدتهم بألفين من رجاله وزحف مسارعًا حتى وصل إلى حمض، فصبح الكويتيين هناك،