ذلك سبيلًا وانقطع البريد. وقد بعثت الحكومة بعض الخيام والمأكولات إلى المنكوبين في غرة جمادى الثَّانية ومن ضمنها خيمتان عظيمتان تكن المصلين في الجامع الكبير أوقات الصلوات فضربتا في رحبة المسجد لما لم يبقَ منه ما يكن صفين وذلك في ٨/ ٦. فكانوا يصلون فيهما نهارًا وفي الليل لا يستطيعون الجلوس فيهما لشدة البرد القارس واستمرت السحب متلاحمة قد انخاط الجو كقطعة من حديد ويتوقف المطر ثم يعود. فلا إله إلَّا الله لو رأيت ساحة البلاد وقد نضدت بالخيام والبسط والحصير واستمرَّ المطر والظل إلى ١٨/ ٦ ولمَّا كان في ٢١/ ٦ الموافق ليوم الثلاثاء اشتدَّ البرد وتراكم السحاب ثم نزل في غده جليد وبرد بسكون الراء لم يعهد مثله ثم في ٤/ ٧ تراكمت الغيوم وهطلت أمطار واشتدَّ البرد ثلاثة أيَّام فشهران سوى يومين لم ترَ الشّمس فيها هذا والفقير لا يدري إلى أين يذهب بل كانت الأرض فراش الفقراء والسماء غطاءهم وتقدر البيوت التي سقطت من هذه السيول في العاصمة بريدة نفسها بثلاث آلاف بيت هذا سوى ما كان بسيطًا من جدار وشيء يسير. ومن العجائب أنَّ الله تعالى وقى النفوس البشرية. فمن النَّاس من إذا دخل بيته وأخذ ما يصلحه من بلغة الطَّعام والشَّراب ثم خرج سقط البيت لأنَّ الضربة كانت في الأموال. وقد جرى وادي الرمة وكان جريه عظيمًا وكان لا يجري إلَّا إذا عظم هطول الأمطار كما أن وادي الفاجرة الذي كان مجراه في قلب الخبيب جرى ومنع الداخلات والخارجات من السيارات. وقد أكثر نزول الأمطار في سائر الجهات. وكانت غالب مدن القصيم قد نكبت بخسائر من هذه السيول كعنيزة والرس والكيرية وغيرها. كما هطلت أمطار على الزلقي من تاريخ نزول الأمطار على القصيم ١٢/ ٥ إلى تاريخ ٢/ ٦ فنتج عنها ما لم يرَ مثله منذ عشرات السنين من أضرار بالغة في المباني والأموال فقد انهار كثير من البيوت والدكاكين وغيرهما كما أنَّه هطل في يوم الأحد الموافق ٢٨/ ٥ صيب من الأمطار على الغاط وضواحيها