مثل الجدعان، وجاءوا جدة بحريتهم وعيالهم فأنزلهم الملك علي خارج السور وبذل في سبيل المستطاع.
أما أهل جاوة فما ضربهم الإخوان ولا منعوهم عن الصلاة والتدريس في الحرم وليس الخبر كالعيان بل سأل بعض المثبتين أهل جاوة هل ضربكم الإخوان وفعلوا وفعلوا؟ فقالوا: إنا أقمنا حفلة لنتلوا المولد النبوي، كما هي عادتنا كل سنة فنصبنا قبة الاجتماع، وعندما حضر عالمنا لتلاوة سيرة المصطفى جاء الإخوان فطردونا هدموا القبة، لا ولم يضربوا أحدًا ولكنهم كانوا يشتمونا ويدعوننا، نعم التدخين ممنوع في الأسواق، ولكنني ما رأيتهم يضربون أحدا يدخن لهم يشتمون من يدخن ويدفعون جزاء ربع مجيدي، كذلك أيضًا قال بعض أهل الإنصاف التقينا ذات يوم عند السور في جدة باثنين عائدين من مكة أحدهما: ضابط تركي كان من خدم الحسين؛ والثاني كان أعرابيا فسألناهما عن فظائع الإخوان فقال الضابط: إنهم حجزوا البيوت ونهبوها وباعوها والله وهدموا المقامات كلها حتى مقام إبراهيم عليه السلام، فقاطعه الأعرابي قائلا: لا والله الذنب ذنبنا نحن والخيانة منا، يجيء الوالد إلى خالد يقول هذا بيت الشريف، وهذا بيت عم الشريف، وهذا بيت أحد عبيد الشريف، فيحجز الإخوان هذه البيوت ويبيعونها بعد ما يخرجون منها الأثاث، والله ما مسوا غير أملاك الشريف ودور الحكومة.
أما هدمهم القبور والمقامات فأمرها واضح هذه المقامات لم تهدم والمساجد معمورة إلا مسجد أبي قبيس فهدم قسم منه، لما كان الجهال ينتابون ويجعلونه مزارا، لا سيما وقد أسف جلالة الملك لذلك وأمر بعد ذلك بترميمه، وأما القباب والحجر على القبور، فهي الداء العضال والبدعة العمياء من الجهال فتن بها عباد القبور ووضعوا عليها البناية والستور وكبر على العامة هدم ضريح السيدة خديجة وبيت السيدة فاطمة والمولد النبوي لما قرره الأتراك ونحوهم، ولكن ما المانع من هدمها، أما قال علي لأبي الهياج الأسدي ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته، فلا يجوز تركها مع القدرة على إزالتها.