للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما إسماعيل بن مبيريك وأهل رابغ فقد كان فعلهم مع ابن سعود والشريف علي كله ملقا، وسلوكا كسلوك الثعالب عصوا حكومة جدة فأرسل عليهم الشريف علي خمسين جنديا بقيادة حمدي بك فلما ظفر بهم أقسموا لعلي يمينا على الطاعة والولاء فعفا عنهم ورجعوا إلى بلدهم.

وفي هذا الأثناء تصادم الإخوان وفريقا آخر من العربان في الطريق بين مكة ورابغ وهؤلاء العربان بطون من عرب يقطنون في تهامة الحجاز، وكانو في مواسم الحج يعتدون على الحجاج وينهبون القوافل، قاتلهم الله، وتتقاضى الحكومة فوق ذلك رواتب معلومة.

فلما دخل الجيش النجدي مكة جاء بعض هؤلاء إلى الشريف خالد بن لؤي يطالبون بما ادعوا أنه حقهم الشرعي، فقال لهم خالد إذا دينتم كنتم وكافة المسلمين سواء وإلا فعندنا الكتاب والسنة والسيف، فاستمروا عاصين، فأرسل عليهم خالد سرية من الإخوان فالتقوا بجماعة منهم في عسفان بين مكة ورابغ على طريق المدينة، فضربهم الإخوان ضربة قاصمة فرقتهم من ذلك المكان، ثم قرب الإخوان من رابغ ففرر إسماعيل بن مبيريك إلى مكة أولا وثانيا، وجعل يعاهد الشريف خالد ويوحد الله، ولبث ينتظر قدوم السلطان فعين لهم السلطان رواتب على شرط أن يمنعوا التعدي على الحجاج ويحملوا الطريق من البحر إلى مكة، فهذا ما جرى من أمر أهل رابغ وإتيانهم هذا وذلك، يحلفون لهذا تارة ولهذا أخرى، حتى تبعوا الأقوى والأكرم، وعلى هذا كان غيرهم من الأشراف الحرث والقصور، فإنهم تهافتوا عل السلطان عبد العزيز عند وصوله إلى مكة، وجاءوا يشكون القلة والغلاء والشدة والضيق، فأجابهم بما اطمأنت به نفوسهم بقوله قد اتخذنا التدابير لمنع الإحتكار وإنا فتحنا لجلب الأقوات طريقا، وهو الليث وإنه ورجاله وجيوشه لا يكلفونهم من هذا القبيل شيئًا، لأن الأقوات تجيئهم من نجد.

ثم إن أهل مكة بعثوا خطابا إلى الملك علي في جدة بتاريخ ١٨ جمادى، بعد عرضه على ابن سعود يطلبون فيه عدم منع الأرزاق الواردة عن طريق جدة وهذا نصه: