للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى حضرة صاحب السمو الأمير علي بن الحسين وفقه الله بعد السلام اللائق بالمقام لا يخفاكم أننا جيران بيت الله الحرام الذين قال الله في حقهم {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} وقال أيضًا {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} فأين عملكم من توصية الله بنا وما السبب في إقدامكم على منع القوت عنا وإيصال الأضرار إلينا لأن قوة نجد وجيوشها دخلت مكة ولسنا نحن المسؤولين عن ذلك بل أنتم المسؤولون عنه عند الله وعند خلقه، أولا: لأنكم لم تعملوا على الإصلاح ذات بينكم ولا لإزالة أسباب الخلاف بينكم وبين نجد وأمامها وغيرهم حتى يكون حرم الله آمنا، ثانيا: عند دخول جيوش حكومة نجد الطائف طلبنا منكم تخليص عائلاتنا ومحارمنا وأموالنا من الطائف فأبيتم ذلك وأعطيتمونا العهد بالمحافظة ثم شردتم وتركتمونا؛ فلا أنتم حافظتم علينا ولا سمحتم لنا بالخروج حتى كان ما كان ثم لما قدمتم راجعناكم أنت ووالدك مرارًا، فوعدتمونا بالدفاع عنا برقابكم، ثم شردتم وتركتمونا فوضى، وإننا نخشى عليكم عقوبة ما جرى على بيت الله الحرام من الخوف والهلع، وبعد ذلك أعلنتم أنكم ما خرجتم من مكة إلا حقنا للدماء، فسموكم تورعتم عن قتل أهل نجد، وأبحتم المصيبة لجيران بيت الله بمنعكم الأرزاق عنهم، وحجزكم معايشهم، والآن نسأل سموكم إن كان جيران بيت الله مجرمين! فأنبئونا نستغفر الله، وإن كنا فقراء ضعفاء لاجئين إلى بيته فما السبب في التضييق علينا في أرزاقنا وأنفسنا؟ فإن كنا مجرمين من جهة الحكومة النجدية فليس لنا يد في دخولهم، ولا طاقة لنا على إخراجهم، ولكننا نرجو الله ثم سموكم أن تفعلوا أحد أمرين: إما أن تقدموا بجيوشكم وتخرجوا الحكومة النجدية حتى تتفتح لنا طرق أرزاقنا، وإما أن تتركونا وتتركوا جدة محل معائشنا، ثم إنه وقع لعى هذا الكتاب ستون من أعيان أهل مكة، وعنما وصل الكتاب إلى علي الشريف ثارت ثائرته، وكتب ردا عليه بتاريخ ١٨ جمادى الأول، وبعثه في منشور بإحدى طائراته فألقته على مكة. (لم نمنع الأرزاق عنكم إلا مكرهين فالقواعد الحربية تقضي بذلك، ولا قصدنا إلا إحراج مراكز العدو، وعدم تموين جيوشه ولئلا يغدر بكم العدو بوضع يده عليها، ونحن