للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين ويوقفهم عند حدهم، غير أنه أدرك بثاقب رأيه أن أهل الحجاز أحبوه وتعلقوا به، غير أنهم استاءوا لذلك فأسرع إلى دعوة العلماء وذوي الرأي في البلاد وألقى عليهم خطابا عدل، خطته الأولى فقال: يا أبناء الحجاز ويا جيرة البيت الحرام إن ديارا كدياركم تحتاج إلى اهتمام زائد في إدارة شؤونها عندنا مثل يعرفه الناس جميعا وهو أن أهل مكة أدرى بشعابها فأنتم أعلم ببلدكم من البعيدين عنكم وما أرى لكم أحسن من أن تلقى مسؤوليات الأعمال على عواتقكم، وأطال في هذا الموضوع إلى أن قال أريد رجالا يعملون بصدق وعلم وإخلاص، فإذا اجتمع أولئك المنتخبون وأشكل على أمر من الأمور رجعت إليهم في حله، وعملت بشؤونهم فتكون ذمتي سالمة وتكون المسؤولية عليهم وأريد الصراحة في القول، لأن ثلاثة أكرههم ولا أقبلهم، رجل كذاب يكذب علي عن تعمد، ورجل ذو هوى، ورجل متملق، هؤلاء أبغض الناس عندي، وطلب الانتخاب بسرعة.

فما كاد يتكلم بذا الخطاب حتى قام العلماء والأعيان والتجار لتأسيس مجلس شورى تنفيذًا لإدارة السلطان، واجتمعوا في دار البلدية، وانتخبوا من الأعيان والعلماء والتجار مجلسًا مؤلفا من أربعة عشر عضوا برئاسة الشيخ عبد القادر الشيبي.

وفي اليوم ١٥ من جمادى الأول أصدرت الحكومة السعودية صحيفة مكة أسمتها جريدة أم القرى وهي لسان الحكومة السعودية، ومحررها يوسف ياسين لاذقي الأصل، وعندما عرض نتيجة الانتخاب على ابن سعود أقرها، ودعا المنتخبين وأوصاهم بتقوى الله، ورغب إليهم أن يعملوا على عدم تخلف الناس عن الصلاة في الجماعة، فنادى مناد في البلاد يا معشر المسلمين سكان البلد الأمين على كل واحد منكم إذا سمع المؤذن أن يجيب داعي الله ويبادر إلى الصلاة في الحرم، ومن كان بعيدا عنه فليصل في أقرب مسجد منه.

كما أصدر السلطان أمره بتعيين حافظ وهبه محافظا على مكة، والشريف هزاع العبدلي أميرا على بدو الحجاز، وخصص خالد بن لؤي بشؤون نجد، فهدأت الأحوال وسرت الخواطر.