المشاكل إنما هو مجرد دعاية لا صحة له، وقد طبع في مطبعة جريدة أم القرى معه خطاب رئيس القضاه الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد، وكان هذا تقريرا عظيما للمسائل الجوهرية في المذهب الحنبلي، هذه المطبعة للأتراك يطبعون فيها جريدة الحجاز الرسمية، ثم استولى عليها الحسين وشرع يطبع فيها جريدة القبلة، ثم استولى عليها ابن سعود وأصدر جريدة أم القرى، ثم أصدر ابن سعود بيانا رسميا إلى أهل الحجاز الحاضرة والبادية وهو هذا.
يا سكان الحجاز من حضر وبدو إننا لم نقدم من ديارنا إليكم إلا انتصارا لدين الله الذي انتهكت محارمه، ودفعا للشرور التي كان يكيدها لنا ولديارنا من استبد فيكم بالأمر قبلنا، وسنجعل الأمر شورى بين المسلمين في شأن هذه البلاد المقدسة، فلذلك أبرقنا لكافة المسلمين في سائر الأنحاء أن يرسلوا وفودهم لعقد مؤتمر إسلامي عام يقرر شكل الحكومة التي يرونها صالحة لأحكام الله في هذه البلاد المطهرة، إن مصدر التشريع في الأحكام بينكم يجب أن لا يكون إلا من كتاب الله، ومما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو ما أقره علماء الإسلام عن طريق القياس أو أجمعوا عليه مما لم يكن في كتاب الله أو سنة نبيه، كل من كان من العلماء في هذه الديار من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذا راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل، إن لم نزده فلا ننقصه إلا رجلًا أقام الناس عليه الحجة أن لا يصلح لما هو قائم عليه فهو ممنوع مما كان له من قبل، وكل من له حق ثابت في بيت مال المسلمين أعطيناه حقه لا كبير عندي إلا الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا ضعيف عندي إلا الظالم حتى آخذ الحق منه، وليس عندي في إقامة حدود الله هوادة ولا أقبل فيها شفاعة.
ولقد كان لكلام ابن سعود هذا وقع عظيم في قلوب أهل الحجاز وفتح به أغلاقا محكمة، وملك به قلوبهم وعملوا على مناصرته لا سيما حين أقرهم في وظائفهم ولو سلم هذا البيان من ذكر جعل الأمر شورى بين سائر المسلمين كما أشار إليه في مبتداه لملك به سائر الحجاز ولكنه لا يعجب الحجازيين تدخل الأجانب في أمرهم ولكن، السلطان رأيه من وراء ذلك كله أن يرضي سائر