مقبولا عندكم فتعالوا نتبايع على كناب الله وسنة رسوله وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، فأجاب الحاضرون كلنا نبايع، كلنا نبايع، فقال السلطان: قولوا لنا بصريح القول ما عندكم فرد الحاضرون ما عندنا غير هذا، فقال السلطان: أعيذكم بالله من التقية فلا تكتمون شيئًا، فتكلم الشيخ الشنقيطي قائلا: إنا نريد أن نجتمع بعلماء نجد فنتباحث في الأصول والفروع ونقرر ما نتفق عليه، فأجابه السلطان قائلًا: جميلًا، قريبا تجتمعون، واستأنف الشنقيطي الكلام فقال: إذا أردنا المناظرة مع علماء نجد فيقتضي أن يعرف كل منا طبيعة الآخر حتى إذا أقيمت الحجة عليه أذعن بدون سخط ولا غضب، فأجابه السلطان: ما دام المرجع كتاب الله فلا سخط ولا غضب.
ولما كان في يوم الإثنين ١١ جمادى الأولى، اجتمع ستة عشر عالما من علماء الحجاز من بينهم محمد المرزوقي، وعباس مالكي، ومحمد جمال مالكي، ودرويش عجيمي، بسبعة علماء من نجد من بينهم الشيخ عبد الله بن حسن، والشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن عثمان الشاوي؛ والشيخ عبد الرحمن بن داود، والشيخ عبد الله بن زاحم، والشيخ مبارك بن باز؛ فتباحثوا في الأصول والفروع، وتبين أن ما يدعوا الوهابية هو الحق الذي دعى اليه جميع الأئمة، وصرحت به كتب كافة المذاهب وقرروا ما يأتي:
قد حصل الاتفاق بيننا وبين علماء نجد في مسائل أصولية، من جعل بينه وبين الله وسائط من خلقه يدعوهم ويرجوهم في جلب نفع أو دفع ضر، فهذا كافر يستتاب ثلاثًا، فإن تاب وإلا قتل، ومنها تحريم البناء على القبور وإسراجها وإقامة الصلاة عندها، لأن في ذلك بدعة محرمة في الشريعة، وزيارة القبور انما هي للدعاء للميت والتذكير بالآخرة، ومنها من سأل الله بجاه أحد من خلقه فهو مبتدع مرتكب حرامًا، في هذه المسائل تباحثنا واتفقنا فاتفقت بذلك العقيدة بيننا معاشر علماء الحرم الشريف وبين إخواننا أهل نجد، ثم وقعوا عليها بإمضاآتهم، وهذا البيان طويل أذاعوا به بيانا للأمة لتقتنع بأن كل ما كان يذاع عن الوهابيين من اختراق