شرفه ومقامه منذ رفع سمكه سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد عظم العرب شأنه في جاهليتهم فتحالفوا وتعاقدوا ألا يقروا ببطن مكة ظالم صيانة لهذا البيت أن يقع الظلم فيه.
إن الفضول تعاقدوا وتعاهدوا ... ألا يقر ببطن مكة ظالم
فتعالوا نتعاقد ونتحد، والله وبالله وتالله ورب هذا البيت لقد كان من أحب الأمور إلى أن يقيم الحسين شرع الله في هذا البيت المبارك، ولا يعمل لإبادتنا من الوجود، فأفد عليه مع الوافدين، أقبل يده وأساعده على كل شيء يريده، ولكن هكذا شاءت إرادة الله، ولو لم يلحق الأمر الأديان والنفوس لما أقدمنا على ما أقدمنا عليه، فقد قرر الحسين تقسيم بلادنا وتوزيعها وأصر عليه وأخذ يعمل له، وهذه جريدة القبلة أمامكم تعرفكم نياته نحونا، فإن الحسين أتى إلى هذه الديار مؤمرًا من قبل الترك وأقام فيها ثم خلع طاعتهم فنحن في ديارنا لم يأمرنا غير سيوفنا واتباع ما أمر الله لا ينفعنا غير الإخلاص في كل شيء؛ الإخلاص لله بالعبادة.
ثم قال: أنا بذمتكم وأنتم بذمتي، أنا منكم وأنتم مني، هذه عقيدتنا في الكتب التي بين أيديكم، فإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فمردنا إليه، إننا لم نطع ابن عبد الوهاب ولا غيره إلا فيما أيدوه بقول من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أما أحكامنا فسنسير فيها طبق اجتهاد الإمام أحمد بن حنبل.
لقد أشاع الترك عنا كثيرًا وقالوا في جملة ما كذبوه علينا إننا لا نصلي على محمد وإننا نعد الصلاة عليه شركًا بالله نعوذ بالله من ذلك، أو ليست الصلاة على محمد - صلى الله عليه وسلم - ركنا من أركان الصلاة لا تتم إلا بها، ويقولون اننا ننكر شفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة معاذ الله أن نقول هذا، وإنما نطلب من الله أن يشفع فينا نبينا {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} بل ندعو الله أن يشفع فينا الولد الصغير ونقوا اللهم اجعله فرطا لأبويه وشفيعا مجابا ولا نطلب الشفاعة من الطفل.
وأما محبة الأولياء والصالحين فمن ذا الذي يبغضهم منا فإن كان هذا