رابعًا: فداحة النفقات التي تكبدتها القوات المصرية في اليمن بحيث تقدر بمليون جنيه في تأمين المحروقات ومضاعفة الرواتب للجنود المحاربين.
خامسًا: برودة الطقس وهطول الثلوج والأمطار بغزارة لأنَّ الجنود المصريين لم يعتادوا طقس ذلك.
سادسًا: ازدياد نقمة اليمنيين الثوريين وغيرهم بسبب الغارات الانتقامية التي تشنها القوات المصرية على القرى ورجال القبائل العزل مما جعل اليمنيين أصبحوا يمقتونها وإن كانوا قبل ذلك يعطفون على الثورة نتيجة الأعمال الوحشية التي ترتكبها القوات المصرية من الدمار الرهيب. فقد تعرضت أغلب المدن والقسم الأكبر من القرى في الشمال والغرب والشرق إلى قصف من الجو من الحرب التي لا تزال دائرة رحاها ودمرت مائة وخمس عشرة قرية منها بلدة شهارة معقل الزيدية وأربعة آلاف منزل وأتلفت مساحات كبيرة من المزروعات. ويقدر عدد القنابل التي ألقتها الطائرات الحربية المصرية المؤلفة من عشرة أسراب وكل سرب من ست طائرات إلى عشر طائرات روسية جبارة بخمس وثلاثين ألف قنبلة خلال المرحلة الأولى وأحد عشر ألف قنبلة في المرحلة الثانية وسبعة آلاف قنبلة خلال المرحلة الثالثة من شتى القنابل المدمرة والمحرقة. أمَّا الخسائر المادية في الممتلكات التي تهدمت والمزروعات التي تلفت فتقدر بمائة مليون دولار. ومع ذلك فإنَّ قوات الإِمام صامدة وأوقعت خسائر في الطائرات بحيث أسقطوا أربعين طائرة مصرية بنيران مدافعهم وساعدهم على تدمير الطائرات رداءة الجو وأخطاء الطيارين بحيث كان ملاحو الطائرات لا يهتدون إلى الملكيين لأنَّ لهم مكامن في الجبال. وكان من تلك القنابل التي تصب عليهم من الجو كيماوية قنابل الغازات السامة. ومع ذلك فقد أوقع الملكيون بالجيش المصري خسائر فادحة في الأرواح والقوات الآلية فدمروا ٢٨ مصفحة وثلاثًا وأربعين دبابة وغنمت اثنين وأربعين رشاشًا و ٥ مدافع