ومع البلادة يحسبون بأنَّهم ... إن حدثوا فبحكمة الحكماء
والله لم نرم الرام متممًا ... ما لم نقم بالشرعة السمحاء
فهي الكفيل لنا بكل سعادة ... ستكون في الأخرى أو الدنياء
وهو المحيط وكل نهر جاري ... لم يجر إلَّا بفضل هذا الماء
فإذا قرأت الذكر أي سكينة ... تلقى أو أي سعادة السعداء
ذكر يذكر بالجنان وأهلها ... ونعيمها ورياضها الفيحاء
يا أيها الإخوان فاتعظوا وعوا ... حتَّى متى في غفلة كالشاء
خلد الرجال وقد مضوا وعصورهم ... عنكم ومتم موتة الأحياء
يا غربة الدين الحنيف وغربة ... الساجيار والأبرار والفصحاء
أين البطولة والفحولة والحجى ... في قيمة الأعمال والآراء
أين الديانة والأمانة والوفا ... وصنائع الأجداد والآباء
أين الزهادة والعبادة والتقى ... وفضائل الأمجاد والعلماء
أين الأطمة والأئمة والهدى ... أم أن هذا الدهر للغوغاء
فلقد تطاولت الرعاع سفاهة ... لتنال من أهل المقام الناء
يا ويلهم ظنوا بأنَّ نباحهم ... سيغادر الدنيا إلى الجوراء
من يبلغ الأنذال أن هواءهم ... عبث وإنَّ صنيعهم كهباء
أو أن تعرض للنصيحة فاضل ... قامت على قيامة الجهلاء
قالوا مضى عهد الحرافة وانقضى ... فتخل عن عقليه القدماء
وح القديم واطوين بمساطه ... واعلم بال العصر عصر قضاء
أو ما ترى الصاروخ يأخذ شكله ... رمز الدمار ولعنة الأمناء
هذا وعندك من غريب صنيعهم ... كم من أمور حار فيها الرائي
يا أيها الفطن النجيب كفاية ... بعض الذي قد كان من إملائي
وإليك من حكم الكلام نصائحًا ... أودعن ضمن خريدة عصماء
لا يدهشنك صنعهم فمآلهم ... شر المآل وخيبة الأرجاء