للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون في كل جهات الأرض بما يبرمه اليهود لهم والنصارى والدهريون من زرع بذور الشر والخلافات يريدون بذلك كسر شوكة الإسلام ومحو أهله، والقضاء عليه، والعداوة والبغضاء يبيتوهم، لأن أعداء الإسلام جادون بسياستهم التي لا يعرفها المسلمون، وهي القضاء عليهم وتمزيق شملهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أحزن لذلك، وهو أن النصارى لما رأوا انتشار الإسلام في أوربا ولا سيما البوسنة والهرسك، زينوا لهم الاستقلال، وأنهم إذا قاموا ضد الصرب فلديهم حماسة ومقدرة تمكنهم من الاستقلال، وإن إخواننا من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يجدونهم ويساعدونهم على الاستقلال.

ولما أن وقعت الواقعة وأمرت الدول الكبار بقطع المساعدات عنهم، ومنع دخول السلاح عليهم وجعلوهم عزلًا لا يقاتلون بأيديهم، كما فعلوا ذلك بأهل فلسطين الضعفاء المغلوبين، والعرب المقهورين، وجعلوا يخدعون بالصلح والمفاهمة مع اليهود، وجعلت أيدي اليهود تعمل بهم الفوضى من التقتيل والتشريد، ولم يقفوا عن تقتيل الأطفال والنساء والعرب، ينخدعون لمواعيدهم الخلابة، ولما أن نزح المسلمون عن البوسنة والهرسك في القتال لم يجدوا وليًا ولا نصيرا، وجعلت النصارى من كل جهة يبعثون الإمدادات من الأسلحة الثقيلة والطائرات والمهمات للصرب، حتى قام نصارى الصرب يعبثون بنساء المسلمين، ويهدمون المساجد، ويحرقون المصاحف، ويرسمون بالدم الصليب على صدور الرجال من المسلمين، وكتب الويل لمن ناصر المسلمين، فزينت أعوان النصارى للمسلمين التخريب بممتلكات الصرب، ولما تورطوا في تلك الهاوية يجلى عنهم الأنصار ووقفت الأحداث، وفي كل يوم يسقط منهم القتلى والجرحى، وآخر ذلك تصدر الأمر لأعداء الإسلام بأن تخلوا بقوتهم عن الصرب مكرهين، وكان في مستهل ذي القعدة من هذه السنة فعياذًا بالله من قهر الأعداء، وشماتتهم، واحتكام البلاء.

وكانت الأمم القوية تتظاهر بقمع أولئك النصارى المعتدين، ولكنهم