من كن يخدمن سابقًا في بيت آل سعود، فلما خرج أمسكه بيده قائلًا: إذا تكلمت قتلتك في الحال، فصاح النساء وقد عرفنه قائلات: عمنا، عمنا عبد العزيز، عبد العزيز، وجعلوا يستبشرون مع ما هم فيه من الخيفة عليه؛ فقال: لا بأس عليكن إذا سكتن، قال هذا وأدخلهن في غرفة وأقفل عليهن الباب.
ثم تسلق الجدار إلى البيت الآخر عند الحصن فإذا فيه شخصان نائمان على فراش واحد، فلفهما بالفراش وحملهما إلى غرفة صغيرة فأودعهما فيها وأقفل الباب فاطمأن من عبد العزيز البال وأرسل يطلب أخاه محمدًا والباقين، فجاءوا من غير أن يشعر بهم أحد، واجتمعوا في ذلك المكان، وكان البيت الآخر إلى جانب الحصن للأمير عجلان وفيه إحدى نسائه وهو يزورها تارةً بالليل وطورًا بالنهار، فمشى عبد العزيز وعشرة من رجاله إلى ذلك البيت فدخلوه وطافوا بغرفة، فوجدوا في أحدها اثنين نائمين على فراش واحد ظنوهما الأمير عجلان وزوجته، فدخل متسللًا ومعه رجل يحمل سراجًا، فلما دنا من الفراش، رفع الغطاء فإذا هما امرأتان، فأيقظهما فاستوتا جالستين دون أن يعروهما شيء من الخوف، إحداهما زوجة عجلان والثانية أختها زوجة أخيه فعرفته زوجة عجلان وبادرت تقول: أنت عبد العزيز؟ فأجابها يقول: نعم، فقالت: من تبغي؟ أجابها يقول: أبغي زوجك، فقالت: أخشى عليك من عجلان فإنه ذو بأس، فقال لها: ما سألناك عن هذا، إنما نريد أن نعرف متى يخرج عجلان من الحصن الداخلي؟ فقالت: لا يخرج إلا بعد طلوع الشمس بساعة.
فقال لها: هذا كل ما نبغيه منكن، ولا بأس عليكن إذا سكتن، يقول هذا الكلام وهو ورجاله يسوقون المرأتين وبقية النساء إلى غرفة واحدة، فحبسوهن وأوصدوها عليهن، ثم كسر الباب الذي يوصل إلى البيت الذي فيه بقية الرجال، فدخلوا منه واجتمعوا كلهم في بيت عجلان.
وهذا كله إلى تمام الساعة الثامنة ليلًا، ثم استراحوا وأكلوا طعام العشاء تمرًا وشربوا عليه القهوة، وناموا ليلًا ثم جعل يشجع أصحابه ويزمرهم ويقول: آمالنا