أو نعذر، وما فاز باللذات من ليس يقدم، فجعلوا يدبرون حيلةً للهجوم على الحصن الداخلي، فلما لاح الصباح، قاموا متأهبين وراء الباب وقوف الأسود لفرائسها ينتظرون عجلان ليهاجموا الحصن الذي هو فيه عند فتحه، وكان بابه مقابلًا لباب البيت الذي هم فيه تفصلهما فسحة فيها مرابط الخيل، وكان من عادة عجلان إذا خرج من الحصن صباحًا يتجول فيها ويتفرج على الخيل ثم يؤم بيته لشراب القهوة عند أهله.
فلما أن ذر قرن الشمس يوم خامس شوال سنة ١٣١٩ هـ فتحت خوخة باب القصر وخرج بعض العبيد ليخرج الخيل إلى الشمس، ثم خرج الأمير عجلان على عادته فانقض عليه عبد العزيز يعدو نحوه والسيف مسلول بيمينه معه خمسة عشر رجلًا من بينهم أخوه محمد وابن عمه أبو فهد عبد الله بن جلوي، فارتد عجلان فارًا لما رأى الهائعة ورجاله يركضون خلفه، ولكن باب القصر قد أغلق ولم يبق غير الخوخة مفتوحة، ولما أراد عجلان أن يدخل مسرعًا رماه عبد العزيز برصاصة فجرحته فأدركه عبد العزيز وقد دخل نصفه وكاد أن يدخل لولا أن عبد العزيز أمسك برجله فجره إلى الخارج، هذا وقد رماه عبد الله بن جلوي بحربه فأخطأه ودخلت بالباب فانكسرت ولا تزال موجودة حتى الآن.
ولما جذبه عبد العزيز تصارعا كلٌ يريد الفتك بصاحبه، وانفلت عجلان فاقتحم عبد الله بن جلوي الباب وراء عجلان فأرداه بطلق ناري وجلله بعد ذلك بالسيف، فخر لوجهه قتيلًا وقد صعد رجاله إلى أعلى الباب وجعلوا يطلقون النار من المصاليت على رجال ابن سعود، فجرحوا أربعة وقتلوا اثنين، وذلك لما جاءت السهام من فوقهم.
فصاح عبد العزيز بالباقين من رجاله فاقتحموا الباب وأخذوا يقتلون الحامية ففتكوا بهم ولم يبق منهم سوى عشرين رجلًا تحصنوا ببرج من أبراج القصر، فأمَّنهم عبد العزيز على حياتهم ونزلوا سالمين، وقد صبت الدماء من السقف حوالي باب القصر على الحائط، ثم خرج المنادي يصيح بالأسواق الحكم لله ثم لعبد العزيز