وقد قدمنا عن الفواجر واحدها فاجرة (١) وهي وادي يجري إذا ما كثرت الأمطار كما في عام ١٣٦١ هـ. أمَّا عن الشماس فيقول ابن غنام في حوادث ١١٩٦ هـ إنَّهم قاموا على أميرهم علي بن حوشان وقتلوه وقتل أهل الخبراء إمامهم في الصلاة منصور أبالخيل يوم الجمعة وهو ذاهب للصلاة، قطعوا منه الوريد وهو للصلاة مريد، وقتل أهل الجناح رجلًا من أهل الدين مكفوف البصر وصلبوه بعصبة رجله وفيه رمق من الحياة ويقول ابن عيسى في مقتطفاته: إنَّ الرجل الذي قتله أهل الجناح يقال له البكري وعلقوه بعصبة رجله في خشبة وأن حجيلان بن حمد خرج بأهل بريدة إلى بلدة الشماس فقاتل من وجده فيها وهرب أهلها ولما أن هرب آل بليهي من حملة الهاربين انتقلوا منه إلى الشماسية. رجعنا إلى ذكر المترجم فنقول: ولد سنة ١٣٠١ هـ في بلد الشماسية التابعة لمدينة بريدة ثم إن والده طلق زوجته والدة المترجم فتزوجها بعده عبد العزيز بن حنيشل من أهالي مدينة بريدة فكان المترجم مع والدته ونشأ نشأة طيبة فتعلم القرآن الكريم والكتابة في إحدى مدارس بريدة الأهلية وذلك في زمن قصير لما له من الذكاء والفطنة والفهم المتوقد ونال حظًا جسيمًا من تقدير بني جنسه له ثم أخذ يتعلم في الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه على علماء القصيم الأجلاء محمد بن عبد الله بن سليم وعبد الله بن فداء وعبد الله بن محمد بن سليم وعمر بن محمد بن سليم، ونهل من معين هؤلاء المشائخ العلماء، وأخذ عن الشيخ ناصر بن سليمان بن سيف. وقد راوده الأمير صالح الحسن بن مهنا على أن يكون له كاتبًا لأنَّ خطه كان جميلًا فلم يوافق. ولما أن توفي زوج والدته ابن حنيشل
(١) الفاجرة مشتقة من الانفجار لا من الفجور، وهي واد يأتي من جهة الشمال فإذا ما جاوز الشمال اتسع متجهًا إلى الجنوب فيهبط إلى شارع الخبيب ويحتاج إلى عناية وتعريف لتكون الأمة في مأمن منه.