على الإقطاع، فتكون أراضي الوطن للمصريين، التزام سياسة عربية، وقام الرئيس بتنفيذ ذلك والعمل كما تقتضيه هذه المواد.
أما الرئيس اللواء محمد نجيب فقد قام بتحبب إلى الناس ويمازح أطفالهم، ويتواضع لضعفائهم، وجعل يلقي خطبه الرائعة في آلاف الجموع المحتشدة، ويستوقفه الفلاحون فيقف في موكبه العظيم يخاطبهم ويستمع لخطبهم، وقد خرج مرة وسط عشرين ألف نسمة يرشدهم إلى النظام ويطالبهم باحترام النظام، ولا يفوتنا في هذا المقام ذكر قتال المصريين للإنكيز، وذلك في شهر ربيع الأول والثاني من هذه السنة، وقد انتصرت الأنكيز على مصر وحصرت رجال البوليس المصري، وقد شددت بريطانيا الوطاة على مصر، وقد اضطرت وزارة مصطفى النحاس تحت ضغط الرأي العام إلى إلغاء معاهدة ١٩٣٦ م، فهاجمت معسكرات الإنكليز، وحمل الفدائيون على المعسكرات الإنكليزية في منطقة القناة ونسفوا منشآتهم بالقنابل والمتفجرات، وعطلوا مواصلاتهم، وعطلوا عنهم التموين، وترك العمال المصريون العمل بالمعسكرات البريطاينة فاشتد الأمر على الإنكليز حتَّى انتقموا من الفدائيين والعمال ورجال البوليس المصري انتقامًا شديدًا، وخربوا المزارع المحيطة بمعسكراتهم، وأزالوا بعض القرى إزالة تامة، واعتدوا على المسالمين من الأهالي، فتعقدت الأمور أمام الحكومة وتزعزعت مكانتها، واضطرب الأمن، وأحرقت بعض الأحياء التجارية والمصارف الأجنبية في القاهرة، وذلك قبل خلع فاروق بسبعة شهور، فعزل فاروق مصطفى النحاس بدعوى أنَّه لم يقم كما يجب من أعمال الحرب، وكان عزله في غرة جمادى الأولى وخلفه وزارة الهلالي.
وفيها في ليلة ١٠/ ٥ من هذه السنة توفى ملك الإنكليز، ووفاته فجأة بأن ذهب إلى فراشه فنام ولم ينتبه بعد رقدته.
وفيها في ٢٦ رجب نزل غيث على نجد بوقت جدب وقحط، سقطت البادية في تلك السنة من الهزل والضعف حتَّى أقامهم الله بذلك الربيع، فلله الحمد.
ولما كان في الساعة الحادية عشرة من ثالث شعبان مساء هبت رياح شديدة