لأنه يرى أن طلبه للدنيا أنفع له لأن الذين يطلبون العلم إذ ذاك ليس بين أيديهم مادة فسلم من هذه المحاولة بسبب والدته.
طلبه العلم واجتهاده:
لما تقدم الشيخ عمر بن سليم في مسجد عودة الرديني والتفَّت عليه حِلَق الذِّكر كان من جملة الذين أخذوا عنه ولازمه وأكثر الأخذ عنه وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم لما قدم من البكيرية بعد ذلك لقضاء بريدة، ثم أنَّه كان يتردد بين تدريس الشيخين المذكورين.
وكان محبوبًا لما كان متصفًا به من صفات أهل اليقين، قليل المزح كثير الخشوع ومن جملة ما درس به على الشيخ عمر بن محمد الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية يلهج بأبياتها ويطمئن إليها ودرس في كتب التوحيد والفقه والتفسير والحديث والنحو والفرائض.
كما أنَّه أخذ عن الشيخ الزاهد عبد الله بن محمد بن فداء ويمتدحه بالزهد والورع ويكفيك في فضل المترجم أخذه عن هؤلاء العلماء الأفاضل والصفوة الفطاحل وله زملاء من العلماء وهم الشيخ محمد ابن عبد العزيز العجاجي والشيخ عبد الرحمن بن عبيد والشيخ عبد الله بن محمد بن جربوع والشيخ عبد الله الصالح الربدي والشيخ سليمان المشعلي وغيرهم.
وما زال يطلب العلم ويزاحم العلماء حتَّى كانت له مكانة فكان الشيخ عمر يستخلفه في مسجده من بين أقرانه وله والدة سألت الله أن يجعله في إمامة محمد بن عبد العزيز الصقعي لأنه كان في إمامة ذلك المسجد، وكانت من الصالحات فاستجاب الله دعاءها بحيث لما نقل الشيخ عمر من هذا المسجد إلى مسجد ناصر بن سليمان بن سيف جعله مكانه.
ولبث في إمامة هذا المسجد (٥٥) سنة تقريبًا حتَّى أعجزه الكبر فخلفه أبناؤه وجلس في ذلك المسجد قريبًا من أربعين سنة في تعليم القرآن والتوحيد والفقه