منبرية عظيمة تحث على الاستقامة وتنهى عن سفاسف الأمور بعبارة العالم الناصح الفصيح البليغ وهي تنادي بفضله ونباهته وأنه رجل اجتماعي سياسي وقد سلك فيها عبارة حرة وأشعة الأنوار قصيدة في المرأة في الإسلام، وله ديوان شعر وغير ذلك من المقالات التي تنشر له في الصحف والمجلات والمحاضرات التي تلقى في المساجد والنوادي وقد اجتاز على غيره في تلك الجهة بالحلم والورع وصلابة الرأي والصراحة في القول والتريث والثبات على المبدأ وقد انتشر صيته في الآفاق وعم سماع شهرته الأطباق وكان يحج ويوالي بين الحج والعمرة وتعقد له حلقات المحاضرات والدروس في المسجد الحرام فيفيد السامعين ويغذي الطالبين ويحث على كل فضيلة وينهى عن كل رذيلة وما زال على هذا الوضع حتى توفاه الله عن عمر يناهز السادسة والستين، هذه الترجمة بعث بها إلي أحد مترجميه وهو سليمان عثمان زين اليمنى المكي وقال عنه أحد مترجميه كان ضخم الجسم معتدل القامة تجلس إليه فيتحدث إليك حديثًا له حلاوة وطلاوة فتتمنى مجالسته على الدوام وله كتاب سماه أستاذ المرأة فيه توجيهات للمرأة ونصائح للنساء وأقول عنه أنه كان مع سعة علمه له عثرات بسيطة والله يغفر له ولكنها تختفي بجانب علمه وفضله فمن المآخذ عليه أنه لا يرى تحريم القات ومنها قوله ما أشد حاجتنا إلى العلماء بالدين الصحيح الذين لا يحرِّمون إلا ما حرَّمه الله ولا يحلون إلا ما أحله الله يغشون بالخير في مجالسهم وعاداتهم عليهم في مطاعمهم ومشاربهم وملابسهم وعاداتهم إلا بما تظهر فائدته وتحمد عاقبته لا يجعلون الكفر وترك الإسلام في الأكل بالشوكة والملعقة والجلوس على المنضدة ولبس السراويل القصيرة. نعم وصحيح ما قاله لكنه تعدى إلى غير ذلك فقال: والسترة والبنطلون والتالو وحلق اللحية وما إلى ذلك من أمور لا طاعة ولا معصية فيها وإنما هي من العادات والتقاليد القومية التي يحسن الاحتفاظ بها ويعتز بها ذووها. هذا كلامه بحروفه وفي آخره أخطاء فكيف يباح حلق اللحية والشارع أمر بإكرامها والاحتفاظ بها وأخبر أن حلقها موافقة للمجوس كما أن الملابس الإفرنجية نهى عنها الرسول لأنها مشابهة لهم ويقول الله