كانوا يجلسون على سواحل البحر ويحفرون الآبار، وكادوا أن يهلكوا عطشًا، وفر الزعيم علي سالم البيض إلى عمان وذلك بمساعدة صدام حسين والسودان، وحسين ملك الأردن، وسام السكان سوء العذاب فلا حول ولا قوة إلا بالله، ونهبت أموال اليمن الجنوبي، وحطمت مساكن الأهالي.
وفيها وفاة الشيخ عبد العزيز بن صالح الصالح رئيس محاكم المدينة المنورة رحمه الله وعفا عنه، وكان من العلماء الثابتين على مبادئهم، ولم تجزعهم زعازع الزمان عن عمر يناهز الخامسة والثمانين، وهذه ترجمته:
هو الشيخ العالم الثابت إمام المسجد النبوي وخطيبه زمنًا طويلًا، قالت إحدى الصحف السعودية في وفاته: الأمة تودع الشيخ عبد العزيز بن صالح حزينين خشوعًا ... رحل، ولد الشيخ بمدينة المجمعة عام ١٣٤٨ هـ في أسرة كريمة ذات أصالة في الرأي، حفظ القرآن الكريم في صغره قبل البلوغ ودرس على المشايخ الأوائل، خاصةً الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري أحد كبار علماء عصره، وأما دراسته للتجويد على شيخ المسجد النبوي حسن الشاعر، وظهر مخايل النبوغ في صغره، وقام في صغره بمساعدة إمام مسجدهم لصلاة التراويح، وكان عمره ست عشرة سنة، ثم عين إمامًا للمسجد في المجمعة ورئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمجمعة في نفس الوقت الذي كان يواصل فيه دراسته، عين في سلك القضاء في الرياض مع فضيلة الشيخ عبد الله بن زاحم، فالتحق في تلك الفترة بالمشايخ في الرياض، وصاحب آل الشيخ وسماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم، وفي سنة ١٣٦٣ هـ اختاره الشيخ عبد الله بن زاحم من المقربين من الملك عبد العزيز يرحمه الله، ورئيسًا لمحكمة المدينة المنورة، بدأ فضيلته إمامًا بالمسجد النبوي في شهر شعبان ١٣٦٧ هـ مساعدًا لفضيلة الشيخ صالح الرغيبي، وخطيبًا للمسجد، وأحيانًا في الصلوات الجهرية، رحمه الله.
في يوم الخميس الموافق من ٢٥/ ٣ وفاة الشيخ عبد الرزاق عفيفي المصري، كان من العلماء المتقدمين بأعلام الشريعة، والموثوق بهم في علم الفقه، ولد عام