غضب ولا تشويش وذلك لأنه قد يدرك الإنسان بالرفق ما لا يدركه بالعنف ويسلمه لأمين صندوق ماليتهم قائلًا هذا من فلان وهذا من فلان فيوضع الواصل بالدفاتر تمامًا وقد تتأزم الأمور في مدينة بريدة فيكون لديه الحل السريع في كشف النزاع وإزالة سوء التفاهم وإرضاء المتنازعين وبكل حال فإنه قد خسرته الأمة وفقدت رجلًا من رجالها.
وممن توفي فيها من الأعيان محمد بن راشد بن سليمان بن رقيبة يعرفون بهذا اللقب وإلا فهم آل سبيهن من آل شيحة. ولد المترجم في سنة (١٣١٧ هـ) وكان والده راشد من أعيان بريدة له إلمام ومعرفة بالتجارة رباه في بيت فدرس في إحدى المدارس الأهلية حتى حفظ القرآن وتعلم الخط ومبادئ في الحساب وأخذ عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم حتى حصل على مبادئ من العلم الشريف ومما درس عليه المنتقى لمجد الدين بن تيمية رحمه الله وكان ممن يلازمون الشيخ عمر في إقامته وأسفاره ومن جملة رفقة الشيخ المذكور لأنه كان لبقًا ذكيًا يحسن الأدب وفيه ذكاء ومعرفة بالأمور وممن يتعاطون بالتجارة وكان هو المقدم من بين أخوته الذين كان لديهم ثروة مالية بعد أبيهم راشد بن سليمان وفي صفته كان طويل القامة نحيف البدن أبيض اللون مهيب الطلعة موقرًا لدى أسرته وله ميل إلى العقيدة السلفية ولا يبدو عليه أثر السرور ولا الغضب ولا الضحك ولا يحب الهزل ولا المزاح وإذا تكلم فإنه يشبع المقام ولا يدع لصاحبه مقالًا لا سيما إذا تكلم عن غضب فإن له بوادر وشجاعة ومن عادته أنه يقيم في فصل الصيف بنخيلهم الكائن بقرية خضيرا وفي الشتا يقيم ببيته الكائن في بريدة بجوار مسجد الشيخ ناصر بن سليمان بن سيف وقد صاهر الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن حميد لما كان في قضاء القصيم. كانت وفاته في يوم الاثنين الموافق ٢٤/ ١١ من هذه السنة رحمه الله وعفا عنه فمن المصادفات وفاة ثلاثة من الأحبة والأعيان في شهر واحد.
وفيها في يوم الأربعاء ١٣ شوال افتتح الملك فيصل مشروع الري والصرف