بل فيه قانون النصارى حاكمًا ... من دون نص جاء في القرآن
بل كل أحكام له قد عطلت ... حتى الندا بين الورى بأذان
ويرون أحكام النبي وصحبه ... في شرعه من جملة الهذيان
ويرون قتل القائمين بدينه ... في زعمهم من أفضل القربان
والفسق عندهم فأمر سائغ ... يلهو به الأشيخ كالشبان
المنع في قانونهم وطريقهم ... غصب اللواط كذاك والنسوان
فانظر إلى أنهار كفر فجرت ... قد صادمت لشريعة الرحمن
بل لا يزال لجريها بين الورى ... من هالك متجاهلٍ خوان
والله لولا الله ناصر دينه ... لتقصمت فينا عرى الإيمان
فالله يجزي من سعى في سدها ... من أمة التوحيد والقرآن
والله يعطي من يشاء بفضله ... فوق الجنان عطية الرضوان
وكذا يجاري من سعى في رفعها ... ما قد أعد لصاحب الكفران
يا رب واحكم بيننا في عصبةٍ ... شدوا ركائبهم إلى الشيطان
فسلوا سيوف البغي من أغمادها ... وسعوا بها في ذلةٍ وهوان
واستبدلوا بعد الدراسة والهدى ... بالقدح في صحب وفي أخون
حرفوا نصوص الوحي عن أوضاعها ... وسعوا بها في زمرة العميان
فتحوا الذرائع والوسائل للتي ... يهوى هواها عابدو الصلبان
وسعوا بها في كل مجلس جاهلٍ ... أو مشركٍ أو أقلفٍ نصران
وقضوا بأن السير نحو ديارهم ... في كل وقتٍ جائزٍ بأمان
لم يفقهوا معنى النصوص ولم يعوا ... ما قال أهل العلم والعرفان
ما وافق الحكم المحل ولا هو استوفى ... الشروط فصار ذا بطلان
فادرأ بها في نحرهم تلق الهدى ... وارجمهموا بثواقب الشهبان
واقعد لهم في كل مقعد فرصةٍ ... واكشف نوابغ جهلهم ببيان
حتى يعود الحق أبلج واضحًا ... يبدو سنا للسالك الحيران