من صالحي الإخوان أعلام الهدا ... من أطدوا التوحيد ذا الأركان
قامت بهم أعلام شرعة أحمد ... وعلت سيوف الحق والإيمان
وغد الزمان بذكرهم متبسمًا ... يبدي سنا للطالب الولهان
سارت بهم أنباء مجد في الورى ... يغشى سناها عابد الأوثان
قد جددوا للدين أوضح منهجٍ ... يبدي ضيا للسالك الحيران
حتى علا في عهدهم شأن الهدى ... وانقض ركن الشرك في الأديان
أما العقائد أن ترد تحقيقها ... عنهم بلا شك ولا كتمان
إن الإله مقدسٌ سبحانه ... رب عظيم جلي عن حدثان
حقًا على عرش السما قد استوى ... ويرى ويسمع فوق ست ثمان
يعطي ويمنع من يشاء بحكمةٍ ... في كل يوم ربنا ذو شأن
خضعت لعزة وجهه وجلاله ... حقًا وجوه الخلق والأكوان
بل كل معبودٍ سواه فباطلٌ ... من دون عرشٍ للثرى التحتان
(١) فاحذر توالي في حياتك غيره ... من كل معبودٍ ومن شيطان
واحذر طريقة أقوامٍ قد افتتنوا ... في حب أدنى أو خسيس فان
واقطع علائق حبها وطلابها ... إذ قطعوا فيها عرى الإيمان
لهفي عليهم لهفةً من والهٍ ... متوجعًا من قلة الأعوان
قد صاده المقدور بين معاشر ... في غفلةٍ عن نصرة الرحمن
واستبدلوا بعد الهدى طرق الهوى ... لما عموا عن واضح البرهان
واقطع علائق حبهم في ذاته ... لا في هواك ونخوة الشيطان
واهجر مجالس غيهم إذ قطعوا ... فيها عري التوحيد والإيمان
لا سيما لما ارتضاهم جاهل ... ذو قدرة في الناس مع سلطان
لما بدا جيش الضلالة هادمًا ... ربع الهدى وشرائع الإحسان
قومٌ سكارى لا يفيق نديمهم ... أبد الزمان يعود بالخسران
قومُ تراهم مهطعين لمجلس ... فيه الشقاء وكل كفر دان
(١) هذين الصدرين من البسيط والقصيدة من الطويل، فإما أن يكون تحريفًا من الناسخ أو سهوًا من الناظم.