للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومقتول، ومقيد في الحديد مكبول، وما زال شيخنا يسكن الثوائر، ويقمع أهل الضلال بالنصوص الظواهر، ويبذل الوسع بكتب الرسائل والنصائح، والتحذير من أسباب الندم والفضائح، حتى أبان الحق الذي بعث به خاتم النبيين، وأوضح حكم الإقامة بين أظهر الكافرين، من أنها لا تصدر والحالة هذه ممن يؤمن بيوم الدين، ويراقب مولاه رب العالمين.

والقصيدة المشار إليها هذا نصها وقد وجدت مسودة:

دع عنك ذكر منازل ومغاني ... وبدور أنس قد بدت وغوان

وجؤذرا في روضة يشدو بها ... صوت النديم وشادن فتان

لا تصغ للعشاق سمعك إنما ... منادمهم بين البرية عان

والعشق داء قاتل وداؤه ... في السنة المثلى عن الأعيان

قطع الوسائل والذرائع والتي ... بين الورى أحبولة الشيطان

واقرأ كتاب الله إن رمت الهدى ... أو رمت ترقى ذروة الإحسان

واعكف بقلبك في أرائك روضةٍ ... مملؤةٍ بالعلم والإيمان

وانظر إلى تركيبه واعمل به ... إن كنت ذا بصر بهذا الشأن

هذا ولا بنجيك طب في التي ... ترجو بغير مشيئة الرحمن

واسأله في غسق الليالي والدجا ... يا دائم المعروف والسلطان

وانظر إلى ما قاله علم الهدى ... عند ازدحام عساكر الشيطان

أشكو إليك حوادثًا أنزلتها ... فتركتني متواصل الأحزان

من لي سواك عند شدائدي ... إن أنت لم تكلأ فمن يكلاني

لولا رجاؤك والذي عودتني ... من حسن صنعك لاستطير جنان

واذكر مآثر أقوام قد انتدبوا (١) ... يومًا لنصر الدين بالإحسان


(١) هذين الصدرين من البسيط والقصيدة من الطويل، فإما أن يكون تحريفًا من الناسخ أو سهوًا من الناظم.