من هذه المهمة فجاء الجواب الأخير بأنها إذا لم تخضع العراق لقرار مجلس الأمن القاضي بذلك فلا بد من العدول إلي القوة، وكانت لا تزال تتظاهر بالعناد وعدم اليأس من ضم الكويت كما عدتها في نفوسها مع ما هم من السيطرة عليهم وفرض السلطة على العراق.
أما عن يوغسلافيا وكرواتيا والصرب فقد تطورت الأوضاع فيها وكثر القتل وإراقة الدماء فيها، وكانت الدبابات والمدافع لها شأن عظيم في ذلك التناحر، وعجزت الأمة عن الصلح فيما بينهم، ووقف إطلاق النار فيها، ولا تزال من حين نشوب الخلاف فيما بينهم إلى ١٥/ ٣ من هذه السنة.
أما عن لبنان فإن الحرب فيها لم تضع أوزارها ولا يزالون في عناء من اليهود، وكذلك القتال مستمر بين اليهود المحتلين لفلسطين وبين أهلها، وكثرت الإصابات بأهل فلسطين رجالًا ونساءً وذلك لأن اليهود يطلقون عليهم النار من البنادق والرشاشات والمسدسات وأولئك يقاتلون بالزجاجات الحارقة، وامتلأت سجون اليهود بأهالي فلسطين، كما أن القتال مستمر ومستعرة نيران الحروب بين المجاهدين المسلمين وبين الكفار الذين في كابول تمدهم روسيا، ومطالع الأمور تبشر بانتصار الإسلام على الشيوعية هناك، ومما يؤسف له أن تكون فرقة تحرير فلسطين منشقة ويصبح العرب بين فتنة صدام منشقين فمنهم من تبع المذكور في ضلاله كالسودان واليمن ودويلة الأردن وتونس، وأصبح المسلمون بحالة يرثى لها، وقد آثر عمان واليمن والسودان البقاء على ما هم عليه من الانشقاق ونسوا ما هم عليه من ضيق المعيشة والجوع والفقر والاقتصاد، وسوء الحال، ووقع بما أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله:"وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلي يوم القيامة"، فخذ ما شئت من هذا التفكك والتمزق الذي من أجله كانوا به مسخرة للأجانب، وضحكة لهم، ولقد أدبنا الله عز وجل بقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} ثم قال: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا}[الأنفال: ٤٥, ٤٦]، وكنت أظن أنه لو كان لبعض المنحرفين عقول ولم يستحوذ