وممن توفى فيها عبد الله بن صالح بن هزاع، كان تلميذًا للأول ومؤدبًا للصبيان، قليل الشر قد اشتغل بصلاح نفسه، وكان شابًا رزينًا نشأ على العفاف والبر والصلة، فرحمة الله عليه، وكان سنه حين توفى خمسًا وعشرين سنة.
وممن توفى فيها نصيان بن حمد آل نصيان، كان طالب علم، وتلميذًا للشيخ عبد العزيز العبادي، وله فهم عظيم وجودة حفظ، حتى أنه ليحفظ عن ظهر قلبه كلما رآه، وله يد في الشعر، وقد قدمنا له قصيدة رثى بها شيخه عبد العزيز، وكان يبيع ويشتري ويأكل من كسبه، وبحب أهل الدين ويألفهم ويألفونه، وهذه صفته:
كان شابًا طوالًا متوقد الذهن، واعيًا سكينًا، وسنه حين وفاته ست وعشرون سنة، ومن العجائب ويجدر بنا ذكره أن صالحًا الصقعبي خرج يحمل حجرًا على عاتقه ليعلم به قبر ابن هزاع، فقال له الذي يحفر القبور، إذ ذاك علي بن عبد العزيز الحوطي: يا مطوع إنك جعلت لقبر تلميذك حجرًا واحدًا فلو جعلت حجرين كعادة الناس، فأجابه بقوله: ساخرج بآخر في الجمعة المقبلة، فمرض ومات ولم يخرج إلى المقبرة إلا محمولًا بنعشه، ففي ذلك عبرةً لمن يخشى.
وممن توفى فيها براك بن منصور بن براك كان رحمه الله طالب علم ضرير البصر، وقد امتد مرضه بقروح كانت في صدره رحمه الله وعفى عنه، وكان محبًا لأهل الدين يميل إليهم ويحبهم، وتوفى أيضًا أناس كثيرون من الأخيار في ذلك الوقت.
وممن توفى فيها من الأعيان أيضًا وفاتنا أن نقدمه على غيره، صاحب السمو الملكي الأمير الباسل خالد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعود، وهذه ترجمته:
هو خالد بن أخي جلالة الملك محمد بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن مقرن، الأمير ابن الأمير الشجاع الباسل؛ كان مقدمًا موقرًا عند عمه الملك عبد العزيز، لا يزل خادمًا لعمه سامعًا مطيعًا متأدبًا مع أبيه