سلالة عبد الله من كان أمةً ... حريصًا على نصر الهدى متحنف
يدين بنصر الحق مهما وجدته ... فلا لائمًا يخشى ولا عنه يصدف
مأثره كالشمس في سادس الضحى ... سوى أن أذكارًا له ليس تكسف
وما زال يدعو للهداية جاهدًا ... وينشر أعلام الهدى يتعطف
به نصر الرحمن دين محمدٍ ... وعاد به صرح الغواية يرجف
هو الليث في الهيجاء إذا الحرب شمّرت ... وقام دعاة الغي للدين تقذف
فأسيافه في البحث تردى لماذقٍ ... وتلقى غبيًا في الحضيض وتنسف
ومن كان مغزاه الهدى جاهدًا له ... مديبًا على تقديمه ليس ينكف
يدين بقال الله قال رسوله ... سجيته بذل النصائح يهتف
فإن إله العرش لا بد مظهرٌ ... له رغم أعداء له لو تكلفوا
إلهي أوله الغفران منك تفضلا ... فعاداتك الحسنى أجلّ وألطف
وأمن لخوف الشيخ واسكن لرعبه ... بيومٍ به أهل الذنوب يخوف
أليس الذي قد ثبت الله عزمه ... بوقتٍ به أهل النهي ليس ينصفوا
فكان لهم كهفًا منيعًا تهابه ... ملوكٌ بساحاتٍ لها تتخوف
وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ محمد عبده المصري رحمة الله عليه، كان يسمى المصلح الكبير، وهذا شيء من ترجمته:
هو العالم الشهير والحبر النبيل والبحر الغزير، كان أحد أركان النهضة العربية، وكان خطيبًا كاتبًا، ونشأته من أسرة فقيرة وقد قدمنا شيئًا من ترجمته.
ولد المترجم سنة ١٢٦٦ هـ بإحدى قرى مديرية الغربية، ونشأ بين أسرته بمحلة نصر من مديرية البحيرة، وترك بلا تعليم حتى ناهزت سنة العاشرة، ثم رغب في التعلم فحفظ القرآن الكريم وطلب العلم بالجامع الأحمدي، ثم انتقل إلى الأزهر في مصر ونبغ في علومه.
إن الأزهر هذا مسجد جامع في مصر شرع في بنائه سنة ٣٥٩ هـ، قام بتأسيسه قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، واسم هذا القائد المؤسس جوهر الصقلي،