دينية، واستخدم الغازات السامة ضد القوات الإيرانية، وبعث بوفد ديني كعمل جهاز تسجيل للتباحث مع البرازاني، وانفجر الجهاز الملغوم بأعضاء الوفد أثناء المحادثات، واستخدم عام ٨٨ م الغازات السامة ضد مواطنين عراقيين من الأكراد، وأباد ثمانية آلاف منهم، وطلب الإعانات من الكويت لحرب إيران، ولما استنزف ما لديهم انقلب عليهم وغزاهم في بلادهم، وقتل رجالهم وهتك محارمهم، وانتهب أموالهم، وطردهم عن بلادهم، وفعل بهم أعمال لا أخلاقية لم يفعلها فرعون ولا غيره. ولم توجد في تاريخ الأمم المتقدمة إلا ما دونه التاريخ عن أعمال الصليبيين بالأندلس وقد طلب الشيخ عبد العزيز بن باز إلى سائر الأمة، ودعى إلى تشكيل محكمة شرعية لمحاكمة صدام، ولكنه لم يلتفت إلى ذلك، وكان مآلها إلى الفشل وعدم استجابته، وقد وقعت انفجارات كيماوية في مجمع عراقي قرب الحدود السورية سمع لها رجة عظيمة وذلك في ٢١ صفر ١٤١١ هـ، وتعتبر نكبة في العراق، ولقد أصيبت العراق بسبب التضييق عليها والحصار الشديد، وإن بوسع الرئيس صدام حسين لما رأى تضخم الموقف وإدانته بفعل ذلك أن يقلع عن أطماعه بالكويت، ويقوم بما يجب عليه من سحبه عنه وإصلاح ما أفسده، ويقلع عن هواه، وقد استعمل شراسة في معاملة شعبه الذي أخذه بالقوة واغتصب حسن البكر رئاسته، وأرهق مئات الألوف في هذا السبيل، كما أنتشر سفكه لدماء أهالي الكويت الأمنيين مع أنه لا يحصل على مقصوده الذي أقدم عليه, وإن في الحياض من يذود عنها، وقديمًا قيل:
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ... مراغمةً ما دام للسيف قائم
متى تجمع القلب الذكي وصارمًا ... وأنفًا حميًا تجتنيك المظالم
وذلك لأمرين: أولًا أن الحكومة السعودية تجمعها مع الكويت أواصر المحبة وحسن الجوار منذ قيام الملك الراحل عبد العزيز بالملك ومحامات السعودية ودفاعها عن الكويت مرات عديدة.
ثانيًا: إن تهديدات صدام حسين قد أيقظت الحكومة السعودية لما يبيته من