للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليهود وأصبحوا هم والفلسطينيين في شر حالة، وهذا حزب أمل والمسمى حزب الله بقتال عنيف، وهذا جعجع يقاتل حزب عون ويتناحرون، وأصبحت لبنان مسرحًا للفتن والزلازل والقلاقل، وعجزت الأمة عن تسكينهم والسعي بالصلح فيما بينهم.

وبينما الأمة تسعى لإيجاد حلول لما وقع في فلسطين ولبنان إذ بداهية تنزل بهم وهي فتنة صدام حسين وما نشأ عنها من المحنة في الخليج، وأمسى العرب كلما حاولوا إطفاء فتنة وقعت فتنة أكبر منها، وذلك باختلاف الآراء وعدم الاتفاق على شيء، ولا ينقاد أحد منهم لغيره، فعمالهم مختلفون وتجارهم بالمشاكل مشتغلون، ومن يرتجي منهم العلاج لا يحسنون، وتجتمع الأمة للنظر في المشاكل وعلى غير جدوى يتفرقون، وعظمت الحوادث ونازحت الكوارث واشتدت المحن وكثرت الفتن، وقل المصلحون، وكثر المفسدون، وأصبحت البلابل تكشر عن أنيابها، وتلوح، وأنواع البلايا تغدو على الناس وتروح، وقل المصلحون، وكانت الأمة بحالة لا يحسدون عليها، غنيهم لا يرحم الفقير وكبيرهم لا يرحم الصغير, والصغير لا يوقر الكبير، آرائهم مختلفة وكل صوت يريد ارتفاعه، فما شئت من تفكك وتخاذل وعدم ثقة من بعضهم لبعض لأن القلوب منطوية منهم على الخيانة، والعدو إلا من يشاء الله منهم، وكيف يرتجى الفلاح ممن كانت هذه بضاعتهم، وهذه معاملتهم فيما بينهم، ولقد أدبنا الله وبين لنا في موجباته بكتابه العزيز في قوله: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٤٦] , وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: ١١].

اشتباك بين العرب وإسرائيل لما كان في ١٩/ ٣ من هذه السنة قامت اليهود بوضع حجر الأساس حوالي المسجد الأقصى كعادتهم في التحرش مع عرب