دفاع أخرى استنزفت من ألمانيا قوى لو صرفتها على الجبهة الشرقية لكان لها الحظ الأوفر في الانتصار.
فمن ذلك خط دفاعي يمتد من حدود إسبانيا إلى حدود إيطاليا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بفرنسا، وأمر ببناء خط غوستاف وخط غويتك، وخط هتلر في إيطاليا، وخطوط أخرى، وقد تطلب هذا العمل الشاق لتحقيقه عشرة آلاف سيارة للنقل، وكانت المبالغ التي تدفع خزانة الدولة للعمال هناك ولعائلاتهم في ألمانيا وفي أوربا ضخمة تستنزف قواها، ولكن مطابع النقد الورقي الألماني مستعدة في طبع الملايين من الماركات لسد حاجة الناس وتسديد طلبات الجميع.
وكان امتداد الجبهات الحربية والأبعاد الشاسعة الطويلة لطرق المواصلات التي تحتاجها القوات الألمانية المسلحة للتموين وتجديد العتاد والمؤن الحربية يتطلب وجود ملايين من العمال للسهر على إبقاء هذه الطرق صالحة للعمل، ففي انتصار ألمانيا تكون هذه الطرق تنشئ لها وسائل الراحة والاطمئنان، أما في التراجع والانكسار فلقد كانت تقطع على العدو سبيل اللحاق بالقوات النازية بنسف الجسور وتخريب الطرق.
ولقد قاست ألمانيا خطرًا من خيانة بعض العمال الذين سخروا كالعبيد للعمل في مختلف الجهات من الأجانب الأوربيين، فقد كانوا يقومون بضد ما أمروا به من تصليح الخطوط فجعلوا يقومون بأعمال التخريب والتدمير في كل مناسبة، وهذه خطة مرة أثيمة ومنشأها من الأسرى الروس الحمر الذين جيء بهم من الجهات الشرقية واختلطوا بالعمال الأوربيين، وبالرغم من التنكيل بهم فإنهم مستمرون سرًا في العناد، ويدعون إلى الخيانة حتى شاركهم البولنديون والفرنسيون من العمال بعدما عملوا في خلال سنتين كاملتين بكل طاعة ونظام قبل انضمام الأسرى من الروس، وهذه نكبة في حق ألمانيا.
ولما أن تقهقر الألمان في الجبهة الغربية أغرقوا أثناء تقهقرهم الأراضي حتى