فلله من ندب همامٌ مهذبٌ ... أغاض العدى من عجمها والأعارب
فنلنا المنى من بعد أن كادت العدى ... تحيط بنا من كل قطرٍ وجانب
بعبد العزيز ابن الإمام ابن فيصلٍ ... حليف العلى نسل الكرام الأطالب
ومن المعى أحوذي ومصفعٍ ... بليغٌ بما قد شائه في المقاثب
يقود أسودًا في الحروب ضياغما ... تغير على الأعداء كأسدٍ سواغب
حنيفيةً في دينها حنفيةً ... وليس لهم إلا العلى من مآرب
سما بهمو نحو المعالي سميدع ... أبي وفيٌ فاضلٌ ذو مناقب
إذا هو أعطا ذمةً لم يخس بها ... وما كان ذا غدر وليس بكاذب
فإن رمت أخبارًا له ووقائعًا ... فسل شمّرًا عنها بصدق المضارب
وحربًا وسل عنها مطيرًا وغيرهم ... من العجم والأعراب من كل ناكب
فمزقهم أيدي سبا فتفرقوا ... فما بين مقتول وما بين هارب
وما بين منكوبٍ وقد خال أنه ... بقوته قد حاز كل المآرب
فما نال إلا الخزي والعار والردى ... وآب حسيرًا خاسئًا غير راغب
بلطفٍ من المولى له وإعانة ... على كثرة الأعداء له والمحارب
وعزٌ وإسعافٌ على كل من بغا ... عليه وتسديد لدى كل نائب
ونصرٌ له بالرعب في كل مأزقٍ ... من الملك العلام مولى المواهب
إذا ام أمرًا واعتلى متساميًا ... تمزقت الأعداء من كل جانب
وما ذاك إلا إنه لا ترده ... طوال العوالي أو طوال السباسب
ولا غرو من هذا ولا بدع إنما ... حواها من الشوش الكرام الأطايب
ومن والد سامي الذرى ذى مآثر ... حسان وأخلاق يفاع المراتب
لا فتكات بالأعادي شهيرةٍ ... يقصر عن تعدادها كل كاتب
أدام لنا ربي بهم كل بهجةٍ ... على السنن الحاوي لكل المطالب
وسنة خير العالمين محمد ... نبي الهدى السامي لا على المناقب
عليه صلاة الله ثم سلامه ... بعد وميض البرق جنح الغياهب